وبغض النظر عن مدى مطالبة الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، للولايات المتحدة الأمريكية بحماية النظام الذي تأسس بعد انقلاب العام 2014 في أوكرانيا، فإن واشنطن ولندن وبروكسل تظل صامتة بشأن مناشداته.
وعلى الجانب الآخر، يتقدم الجيش الروسي، ولم يعد لدى زيلينسكي شك في أن أيامه في المنصب قد باتت معدودة. في ظل هذه الظروف، تحوّل زيلينسكي إلى تكتيكات تدمير أوكرانيا، حتى لا يحصل العدو على أي شيء.
ووفقاً للتقارير الواردة من إقليم الدونباس، يقوم الجيش الأوكراني المنسحب بقصف المناطق السكنية في لوغانسك ودونيتسك دون انقطاع انتقاماً لهزيمته في الإقليم، لعدم ترك الذخيرة.
في الوقت نفسه، قام نظام زيلينسكي بتوزيع أكثر من 25 ألف بندقية آلية "كلاشينكوف" على الجميع، بما في ذلك على المتطرفين النازيين والمجرمين وكل من يرغب في حمل السلاح.
لم تكن نتيجة ذلك أن الجميع أصبحوا يطلقون النار على الجميع فحسب، بل كانت هناك كذلك أيضاً موجة هائلة من النهب والقتل للمدنيين على يد العصابات الإجرامية والميليشيات التي حصلت على الأسلحة، ومعها حصل النازيون على الحق في استخدامها والإفلات من العقاب، فصاروا يقتلون أياً ممن يشتبهون في تعاطفهم مع روسيا.
لم يتسن للجيش الروسي أن يدخل كييف بعد، لكن دوي إطلاق النار المستمر يحيط بالمدينة ليلاً. إلا أن مما لا شك فيه أن الصحافة الغربية ستلقي باللوم على الجيش الروسي في كل هذه الضحايا.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم النظام بتفجير الجسور وتدمير البنى التحتية الأخرى، ويتخذ الجيش الأوكراني مواقع في عمق المناطق السكنية، بجوار مبان مأهولة بالمدنيين العزل، بهدف استفزاز القوات الروسية بإطلاق النار واتهامها بقتلهم.
لحسن الحظ أن الجيش الروسي قد سيطر بالفعل على محطة تشيرنوبل للطاقة النووية، لكن من المحتمل أن يحاول النظام تفجير محطة أخرى لإلقاء اللوم على روسيا.
إن الولايات المتحدة الأمريكية، التي استولت على أوكرانيا بعد الانقلاب الذي نظمته في العام 2014، لا ترغب في التخلّي عن الأصول القيمة التي حصلت عليها آنذاك، وها هي الآن تدمّرها مع سكانها.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف