وكانت أوكرانيا قد قامت، خلال الأشهر الست الماضية، بإلغاء أي إمكانية لتنفيذها اتفاقيات مينسك، التي أوقفت الحرب الأهلية في البلاد عام 2015، بما في ذلك على المستوى التشريعي. وبشكل عام، فإن النظام كان يستعد للحرب، بما في ذلك قمع المعارضة، وإغلاق قنوات تلفزيونية لها، واعتماد قانون بشأن التعبئة العامة العاجلة لجنود الاحتياط، وغيرها من الإجراءات.
وقد شرحت بإسهاب الأسباب التي تدفع أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى شن حرب على روسيا في مقالات سابقة.
وخلال الشهر الماضي، قامت أوكرانيا بنشر قواتها على نحو مكثّف على الحدود مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، غير المعترف بهما.
وفي 30 مارس الماضي، اعتمد البرلمان الأوكراني بياناً ينص على أن أوكرانيا في حالة حرب مع روسيا.
وفي 1 أبريل الجاري، اتصل وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بنظيره الأوكراني، وقدّم ضمانات أمريكية لدعم أوكرانيا حال نشوب صراع عسكري مع روسيا، بينما رفعت القيادة الأمريكية مستوى استعدادها في أوروبا إلى أقصى المستويات.
وفي 2 أبريل الجاري، اتصل بايدن بالرئيس الأوكراني زيلينسكي، وأعلن أيضاً دعمه لأوكرانيا حال نشوب حرب مع روسيا.
ثم نفّذ الجيش الأوكراني، ليلة أمس، 3 أبريل، عملية قصف مكثّف على طول خط الجبهة بالكامل مع دونباس.
ومع ذلك، فلم تتحرك القوات الأوكرانية للهجوم، فيما يبدو انتظاراً لرد من جمهوريات الدونباس لإلقاء اللوم عليها في إشعال الحرب.
وفي سماء الدونباس، تم بالفعل ملاحظة طيران طائرات بدون طيار، كانت تركيا قد قدمتها إلى أوكرانيا.
كما زادت في الأسابيع الأخيرة طائرات الاستطلاع الأمريكية والبريطانية والطائرات بدون طيار من كثافة طيرانها فوق الدونباس وعلى طول الحدود مع شبه جزيرة القرم بشكل كبير.
بالتزامن سوف تجري مناورات الناتو التي تحمل عنوان "المدافع عن أوروبا" Defender Europe 2021 في منطقة البحر الأسود، والتي ستنقل في إطارها الولايات المتحدة الأمريكية 1200 وحدة من المعدات العسكرية إلى أوروبا، بالإضافة إلى إرسال 1000 وحدة من القواعد الأمريكية في أوروبا. وقال السكرتير الصحفي للوفد الأوكراني لمجموعة الاتصال حول الاستيطان في الدونباس، أليكسي أريستوفيتش، إن التدريبات ستعمل على محاكاة حرب مشتركة مع الناتو ضد روسيا في شبه جزيرة القرم وشمالها.
وها هي الكتائب النازية الأوكرانية تبدأ الاستفزازات كما جرت العادة.
ومن الواضح أنه في حالة العدوان الأوكراني على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، لن يكون أمام روسيا خيار سوى الرد، على الرغم من أنه لم يتّضح بعد كيفية أو قوة الرد.
ظهرت على الإنترنت مقاطع فيديو لمعدّات عسكرية روسية تتحرك غرباً، صوّرها مواطنون عاديون، على الرغم من أن المسؤولين يقولون إن التحركات جزء من مناورة عسكرية مخطط لها منذ فترة طويلة.
يبدو أن نجاح أذربيجان في الحرب مع أرمينيا لعب برأسيّ أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتريدان تكرار هذا السيناريو في الدونباس وشبه جزيرة القرم.
يمكن أن تبدأ الحرب الأوكرانية الروسية في أبريل، بعد العدوان الأوكراني على جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، مع تصعيد محتمل في مايو إلى حرب بين الناتو وأوكرانيا ضد روسيا، قد يحاول الناتو خلالها احتلال شبه جزيرة القرم، واحتلال القاعدة البحرية الروسية في سيفاستوبول.
وبطبيعة الحال، فإن عواقب حرب كهذه لا يمكن التنبؤ بها، حتى إلى درجة نشوب حرب نووية.
وإذا كنتم، أعزائي القراء، ترغبون في متابعة أحداث الحرب الأوكرانية الروسية المحتملة، فنصيحتي للجميع إنشاء حساب على تطبيق "تليغرام" للمراسلات، ذلك أن معظم الرسائل من الخطوط الأمامية أصبحت تأتي فعلياً من هذه التطبيق. كذلك يمكنكم متابعة قناة RT على تطبيق تليغرام على الهاتف الذكي أو الحاسوب الآلي.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف