على أي حال، نصف الولايات المتحدة الأمريكية يعرفون ذلك جيداً، وبقية العالم سمع بالأمر على الأقل.
واستناداً إلى الصراخ، ووعود الانتقام من الإدارة الديمقراطية الجديدة، فإن بوتين قد تدخل من جديد في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. على الرغم من أن الجمهوريين يزعمون أن الحزب الديمقراطي تعامل مع تزوير الانتخابات دون مساعدة بوتين. ومع ذلك، فلا شك لدي في أن العميل السري الجديد "جو" بمثابة سلاح أكثر تدميراً ضد أمريكا من العميل السابق "دونالد".
لكن المشكلة الوحيدة في العميل "جو" هو أنه ينسى الاتصال بالكرملين للحصول على التعليمات. يبدو أن الرئيس الأمريكي ينسى كل شيء، نظراً لزحف مرض الزهايمر.
منذ أيام، لم يكن قادراً على قراءة شاشة التلقين، وهمهم لدقيقة، حتى استجمع أفكاره. ثم نسي اسم البنتاغون، واسم وزير الدفاع.
يحاول فريق جو بايدن عدم السماح له بالخروج على الملأ قدر الإمكان، حتى لا يتفوه بأي هراء ويتسبب في فضيحة جديدة. ومنذ بداية رئاسته لم يعقد الرئيس مؤتمراً صحفياً واحداً، وأعتقد أن هناك احتمالا كبيرا ألّا يفعل.
باختصار، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية غير متّزن بكل المقاييس. بالطبع، ليس من اللائق أن نهزأ بكبار السن المصابين بخرف الشيخوخة، لكن من الممكن تماماً أن نسخر من دولة حاولت إقالة رئيس لائق ذهنياً مرتين، ثم انتخبت شخصاً لا تسمح له قدراته العقلية ليس فقط بقيادة الدولة، وإنما أيضاً بالتواصل مع الآخرين على نحو مستقل.
أعتقد أن فريق بايدن يتخذون الآن قرارات مؤلمة حول ما إذا كانوا سيعترفون بعجزه وعدم لياقته ويعزلونه، أو يستمرّون في إمتاع الجمهور بفضائح جديدة.
لكن، وعلى أي حال، فإن حقيقة دفع النخبة الأمريكية الحاكمة لشخص مثل هذا إلى الرئاسة إنما تدلّ على تدهور الولايات المتحدة الأمريكية والأزمة التي تمرّ بها.
لقد كانت الولايات المتحدة دوماً وبطبيعة الحال دولة شمولية، تتقن تماماً فن التحكم في شعبها من خلال الدعاية وغسيل الأدمغة المكثّف. وكان وجود عدو خارجي شرس ممثلاً في الاتحاد السوفيتي، ثم الآن روسيا، يحشد المواطنين في الطفولة، منذ أفلام الرسوم المتحركة الأولى ثم أفلام هوليوود، ويرسخ الاعتقاد بأن أمريكا هي حصن الحرية، وأفضل بلد في العالم.
ومع ذلك، فقد تدهور الاقتصاد الأمريكي في العقود الأخيرة، ولم يعد من الممكن الحفاظ على مستوى المعيشة إلا بمساعدة هرم الديون المتنامي، والذي يوشك على الانهيار، وتدمير الاقتصاد الأمريكي. لم تعد الأساليب القديمة للإدارة الاجتماعية تعمل.
في ظل هذه الخلفية، تنهار أسطورة أمريكا الوهمية، التي إما تعذّب الناس في غوانتانامو، أو تراقب أجهزة استخباراتها جميع سكان الأرض، ثم تفرض "تويتر" وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي رقابة واسعة النطاق.
الآن أصبح واضحاً للجميع أن الانتخابات كإجراء كانت مهزلة، فأي دمية مصابة بخرف الشيخوخة بإمكانها أن تصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. يصوّت الناخبون لدمية، لا تحكم البلاد فعلياً.
هل بقي شيء في الولايات المتحدة الأمريكية لم يفقد مصداقيته بعد؟ هل لا زال هناك مزيد من الأمثلة للبشرية على "ما لا ينبغي فعله"؟
إلا أن مثار دهشتي في هذه الحالة أكثر من أي شيء آخر هو أنه لا زال هناك بين العرب من سيكتب لي في التعليقات بأن أمريكا هي رسول الديمقراطية للبشرية جمعاء، وروسيا هي الشيطان.
ومع ذلك، فلا شك أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن ذات يوم دولة عظيمة هباءً، إذا كانت قادرة على غسل دماغ نصف سكان الكوكب.
ولكن الآن، مع الأسف، لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية سوى بيت للمجاذيب يضمّ مرضى نفسيين، يضعون أيديهم على زر نووي يهدد وجود البشرية.
بالمناسبة، الرجاء إبلاغ العميل "جو" بضرورة الاتصال ببوتين، فقد تراكم عدد كبير من الرسائل التي يجب تسليمها..