وجاء في مقال نائب مدير معهد الخدمة الحكومية في أكاديمية الإدارة التابعة للرئاسة البيلاروسية:
في يونيو 2019، حدث تصعيد جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران. فقد أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا بمهاجمة أهداف استراتيجية إيرانية، ثم ألغاه في اللحظة الأخيرة.
لا يشك المتخصصون في شؤون المنطقة في أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للحرب مع إيران. ولكن الشيء الأكثر أهمية- إذا حكمنا من خلال ما يُنشر- هو أن المحللين الأمريكيين لا تساورهم الشكوك.
خطر زعزعة استقرار الحزام الشيعي، مع بدء عمليات عسكرية ضد إيران وتهديد إمدادات النفط عبر مضيق هرمز يخلقان لواشنطن مخاطر غير مقبولة.
وبالتالي، ينبغي ألا يُنظر إلى تصعيد يونيو على أنه مقدمة لعمل عسكري، إنما بوصفه دليلا على إصرار إدارة ترامب على تحقيق أهدافها مع إيران.
بالنسبة لروسيا، التي تعاني علاقاتها مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي صعوبات، من دون ذلك، يستبعد أن تشكل العقوبات الأمريكية ضد إيران عقبة أمام تطوير علاقاتها الثنائية مع الجمهورية الإسلامية و تحقيق التعاون الروسي الإيراني في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، فموسكو مهتمة أيضا باحتواء طموحات طهران، التي لا تعدو أن تكون حليفا ظرفيا مؤقتا، في حين أن الدولتين من منظور استراتيجي طويل الأجل، خصمتان.
أما بالنسبة لبيلاروسيا، فالوضع مختلف بعض الشيء. فقد يؤدي استمرار التعاون مع إيران، وخاصة في المناطق غير المصرح بها، إلى فرض عقوبات أمريكية جديدة على بيلاروسيا. وبالنظر إلى الاتجاه العام للسياسة الخارجية البيلاروسية، فلا يُنصح بظهور عقبات جديدة في العلاقات الأمريكية البيلاروسية.
في ظل هذه الظروف، يبدو أن الدبلوماسية البيلاروسية اتخذت مسارا متوازنا بشأن الخفض التدريجي للتعاون مع إيران. وبطبيعة الحال، فإن مينسك الرسمية مهتمة بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا، لكن من المرجح أن يتم حل هذه القضايا مع الكرملين، خاصة وأن مصالح إيران وروسيا في سوريا دخلت في تضاد مرارا. السؤال هو كيف ستنظر موسكو إلى ابتعاد بيلاروسيا عن إيران. إذا رأت في ذلك خطوة للتقارب مع الولايات المتحدة، فسيتعزز في المؤسسة الروسية موقف من يتهمون بيلاروسيا بالتقرّب الزائد من الغرب.