وجاء في المقال: توعدت ممثلة الولايات المتحدة في الناتو، كاي بيلي هتشيسون، بأن تتحرك سفن التحالف إلى البحر الأسود "لضمان المرور الآمن للسفن الأوكرانية عبر مضيق كيرتش".
وقد أبدت موسكو ردة فعل سلبية على وعد الناتو بـ "ضمان مرور" السفن الأوكرانية عبر مضيق كيرتش. فقد ذكّر الناطق الرئاسي بيسكوف بأن مرور سفن الناتو إلى بحر آزوف ممكن فقط بعد تقديم طلب بالخصوص إلى موسكو.
بحر آزوف، بحر داخلي لبلدين، روسيا وأوكرانيا. وقد تدخل سفن الدول الثالثة هذا البحر بإذن مشترك من الدولتين. وإذا كانت كييف سعيدة بالسماح للناتو، فإن موسكو عكس ذلك.
الحالة مع الوضع القانوني لمضيق كيرتش أعقد. فبعد إعادة توحيد شبه جزيرة القرم، باتت روسيا تسيطر على جانبي المضيق، وبالتالي، فبات مياه داخلية مع ما ينظم ذلك من قوانين. ولكن من وجهة نظر كييف والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فإن ساحل القرم لا يزال أوكرانيا.. وذلك ما شكّل أرضية لاستفزاز البحرية الأوكرانية في ديسمبر، والذي أصبح ذريعة لـ "حزمة التدابير" التي اتخذها حلف الناتو.
وفي الصدد، ذكر القائد السابق لأسطول البحر الأسود، الأميرال إيغور كاساتونوف، في حديث لـ" فزغلياد" باللوائح الناظمة للمرور المتزامن للسفن الحربية المنصوص عليه في اتفاقية مونترو وشروط إقامة سفن الدول الثالثة، والتي تم تحديدها هناك أيضا. وأضاف: " كما جاؤوا فسوف يغادرون بعد 21 يوما، بغض النظر عن عددهم، قليلا كان أم كثيرا. كلهم سوف يغادرون".
بالإضافة إلى ذلك، فلا يمكن للأمريكيين وحلفائهم، حتى لو لم يعترفوا بوضع مضيق كيرتش القانوني كمياه إقليمية روسية داخلية، إلا أن يأخذوا في الاعتبار حقيقة أن هذه منطقة السيطرة الساحقة لأسطول البحر الأسود.
وهنا، يرى الخبير العسكري، أستاذ العلوم العسكرية، قسطنطين سيفكوف، إمكانية أن يقوم الناتو باستفزازات. فقال لـ"فزغلياد": "لا أحد ينوي ضمان مرور الأوكرانيين عبر مضيق كيرتش. غزو مياهنا الإقليمية يعني عدوانا عسكريا على روسيا. إذا اتخذوا مثل هذه الخطوة، فإن لدى روسيا كل الأسباب لإغراق سفنهم. لا أعتقد أن الناتو والولايات المتحدة سيتخذان مثل هذه الخطوة".