مباشر

"السفير" تصدر عددها الأخير ونقابة محرري صحافة لبنان تطالب بوقف "مجزرة" الإعلام في البلاد

تابعوا RT على
بعد مسيرتها الحافلة بالعطاء، التي بدأت العام 1974 واستمرت لحوالي 43 سنة، أعلنت جريدة "السفير" اللبنانية إقفال أبوابها نهائيا وصرف جميع العاملين، وأصدرت عددها الأخير عشية رأس السنة.

وأوضحت إدارة الجريدة، التي قالت منذ أسبوعين إن "السفير" ستتوقف عن الصدور مع بداية العام 2017، أن إغلاق "السفير" خطوة دفعت إلى اتخاذها الأزمة المالية التي تعصف بالصحيفة، وذلك في قرار ينعكس على 120 موظفا، بين صحفيين ومصورين، وإداريين، وفنيين، وعاملين في المطبعة والأمن وباقي الأقسام.

"الوطن بلا السفير"

وربطت الصحيفة اللبنانية في افتتاحية آخر أعدادها، الصادر صباح السبت، 31 ديسمبر/كانون الأول، قبل التوقف عن عملها، بين النزاعات السياسية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط والأزمة التي تتعرض لها الصحافة الورقية بشكل عام واللبنانية على وجه الخصوص.

وقالت الصحيفة في عددها الأخير، الذي أطلقت عليه عنوان "الوطن بلا السفير": "عندما يصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وعندما يسبقه إلى الأليزيه نيكولا ساركوزي ثم فرنسوا هولاند. عندما تفضي "الثورات" في العالم العربي إلى بعض الصور الكاريكاتورية. عندما ينتهي زمن "الكبار" من طراز فيديل كاسترو. عندما تصبح فلسطين القضية والشعار والعَلَم والعنوان مجرد صراع عقاري أو صراع على منصب بين متنازل وعميل. عندما تصبح إيران هي العدو وإسرائيل هي الصديق لمعظم دول الخليج.

..عندما يعم الدمار والموت وطننا العربي الكبير من مشرقه إلى مغربه. عندما تنتفي الحدود بين العرب، ليس لمصلحة وحدتهم بل لأجل تقسيمهم وجعلهم مجرد خائفين وطوائف ومذاهب وعشائر.

عندما نعتاد في صباحاتنا ومساءاتنا على صور الإرهاب والتكفير والموت المجاني في مجاهل الحدود والبحور،

يصبح تقهقر السياسة والاقتصاد والثقافة والاجتماع.. والصحافة من البديهيات.

هذه هي أحوال عالمنا العربي ولبنان. وهذه هي أحوال صحافتنا".

وتابعت المقالة الافتتاحية: "تمكن اللبنانيون من عزل أنفسهم عن ألسنة النيران. لكن هذا لا يعني أن لبنان بخير. سوريا هي الرئة التي يتنفس منها. والفضاء العربي هو الذي يمده بالهواء. فكان أن تفرّق العرب وتحاربوا، وانعكس ذلك أول ما انعكس على الاقتصاد اللبناني.. شريان الصحافة".

وأشارت الافتتاحية إلى أن "تداول السلطة في لبنان سمح بوجود منصات إعلامية عريقة قادرة على مواكبته بصناعة متطورة وحرة"، مضيفة: "للصحافة المكتوبة اللبنانية تاريخ عريق، جعل العاملين فيها ينتشرون في مختلف الدول العربية، فيزرعون فيها بذور المهنة. لكن هؤلاء الصحافيين أنفسهم مارسوا المهنة في بلدهم كفعل نضال يومي.. بعدما تخلّت السلطات المتعاقبة عنهم، ولم تتعامل مع الصحافة كوجه حضاري، بل كانت في معظم الأحيان ولا تزال على خصومة دائمة معها".

وطالبت "السفير" بـ"ثورة في الجسم الإعلامي حتى يُعيد الحد الأدنى من الاعتبار لنفسه، قبل أن ينطلق لمطالبة الآخرين بواجباتهم"، معتبرة أن الفرصة مازالت متاحة، "وأكثر من أي وقت مضى، وهذه أمنية «السفير» وهي تطوي أيامها الأخيرة، لعل الصحف والمجلات الزميلة تحمل الراية وتكون بقدر التحديات التي تواجه لبنان والمنطقة بأسرها".

يذكر أن العدد الأول من جريدة "السفير" صدر في 3 فبراير/شباط العام 1974 وحمل شعار "جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان"، فضلا عن شعار "صوت الذين لا صوت لهم"، واستمرت الصحيفة تعمل حتى يومها الأخير على المحافظة على هذين الشعارين.

صدرت "السفير" يوميا باستثناء يوم الأحد، فيما تضمنت صفحات الجريدة الأخبار والتغطية الميدانية للأحداث في السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع والرياضة والترفيه، بالإضافة إلى التحقيقات الميدانية والعلمية والبيئية.

"مجزرة" الإعلام اللبناني

وبالتزامن مع صدور العدد الأخير من جريدة "السفير"، أبلغت إدارة صحيفة "النهار" اللبنانية رسميا قسما كبيرا من العاملين لديها ومن بينهم صحافيون عريقون بقرارات إنهاء خدماتهم، بعدما تسببت الأزمة المالية التي تعاني منها إلى توقفها عن دفع رواتب العاملين لديها منذ 15 شهرا.

وعلى خلفية هذه التطورات، أصدرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية بيانا شديد اللهجة اليوم حملت فيه "الحكومة اللبنانية مسؤولية معالجة الأوضاع التي وصل إليها الإعلام والعمل على وقف هذه المجزرة في حق الإعلاميين اللبنانيين والعاملين في القطاع والذي يقدر عددهم بأكثر من عشرة آلاف".

وأعلنت النقابة ترحيبها بعرض واقع الإعلام خلال اجتماع عقد بين رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الإعلام.

وأمل البيان" في تحرك سريع جدا يتناسب والتطورات الحاصلة لوقف إقفال المؤسسات الإعلامية أو صرف عدد كبير من العاملين فيها".

المصدر: السفير + وكالات

رفعت سليمان

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا