أسفر الحادث عن مصرع العديد من أعضاء فرقة ألكسندروف الموسيقية العسكرية.. بالإضافة إلى عسكريين وإعلاميين آخرين كانوا على متن الطائرة، وكذلك الطاقم الخاص فيها.
من بين هؤلاء الفانين العالميين المفجوعين بهذا الحادث الفنان الإيطالي الشهير توتو كوتونيو الذي قدم التعازي لأسر ضحايا الحادث المأساوي، واصفا أعضاء الفرقة بـ"الأصدقاء".
وأشار كوتونيو إلى أنه كان من الوارد جدا أن يرافق هو فرقة "ألكسندروف" إلى سوريا لمشاركتها الحفل الذي كان من المقرر إحياؤه هناك، منوها بأن التزاماته بفعاليات فنية تزامنت مع موعد إحياء الحفل للعسكريين الروس على شاطئ المتوسط حالت دون انضمامه للفرقة.
عاد المغني الشهير بالذاكرة فتحدث عن أغان قدمها في حفلات عديدة سوية مع فرقة "ألكسندروف".. وتحديدا أغنيته الأشهر "لاشاتيمي كانتاري"، في مهرجان سان ريمو – 2013، وعن السعادة العظيمة التي غمرته في تلك اللحظات.
كما تحدث توتو كوتونيو عن الكثير من الذكريات التي تجمعه بالفرقة الروسية وأعضائها الراحلين، واصفا إياهم بالمدهشين.. لاسيما قائدها فاليري خليلوف.
من جانبها، قدمت الفنانة الفرنسية الشهيرة ميراي ماتيو في حوار مع صحيفة "روسيسكايا غازيتا" التعازي لأهالي ضحايا الحادث، قائلة: "إنه حدث جلل بالنسبة لي.. مأساة لا تُصدق. أنا بكل جوارحي مع أهالي من رحلوا عنا في روسيا.. هذا البلد الذي أحبه. مئة عام تقريبا وأصوات أعضاء ألكسندروف تعد كنزا.. لؤلؤة روسيا الحقيقية".
أشادت ماتيو ، المغنية الفرنسية المعروفة، بالمايسترو الراحل فاليري خليلوف وبفرقة "ألكسندروف"، معبرة عن شعورها بالصدمة لسماعها خبر سقوط الطائرة الروسية والنهاية المؤلمة لأعضاء هذه الفرقة، التي وقفت معها على خشبة المسرح لتؤدي وإياها واحدة من أشهر الأغاني الروسية.. "ليالي موسكو".
وتذكرت الفنانة الفرنسية أول حفل جمعها بـفرقة "ألكسندروف" في عام 1967 في أثناء أول جولة فنية قامت بها الفنانة في الاتحاد السوفيتي، وحفل آخر اختتمت به رحلة فنية كبيرة بين أرجاء البلاد في عام 1987، حيث قدمت مع الفرقة عروضا في سان بطرسبورغ (لينينغراد في حينه) وفي موسكو.. كما تحدثت عن عرض قدمته مع "ألكسندروف" الخريف الماضي خلال مهرجان "برج سباسكايا" في الساحة الحمراء.. قلب العاصمة الروسية.
واختتمت ماتيو قائلة: "لقد ألهمتني هذه الفرقة الكثير.. كانت تمنحني القوة فكانت روحي تحلّق فوق المنصة. أصواتهم الذهبية الآن صعدت إلى السماء حيث جنة الموسيقيين في انتظارهم".
وضم المخرج السينمائي - الموسيقار الصربي إمير كوستوريتسا صوته لكوتونيو وماتيو، معتبرا أن فقدان فرقة ألكسندروف "خسارة لا تعوض".. واصفا أداء أعضاء الفرقة بأنه كان يلامس أعماق الروح.. "لم يكن هناك شيء يضاهي هذا الأداء".
وأضاف كوستوريتسا: "لقد عملنا سوية ولم أشعر بقوة أصوات بشرية فريدة كهذه لا قبل ولا بعد. كان من الصعب أن تحبس دموعك وأنت تستمع إليهم. لقد كانت فرقة عسكرية لا مثيل لها".
هذا، وترك حادثة سقوط الطائرة الروسية في البحر الأسود ونتائج هذه الحادثة المؤلمة أثرا كبيرا في نفوس المواطنين الروس، وهو ما عبروا عنه من خلال التفاعل في شبكات التواصل الاجتماعي ووضع أكاليل الزهور تخليدا لذكرى الراحلين، وبفعاليات تخلد أسماء ضحايا هذه المأساة التي حصدت أرواح 92 إنسانا، من بينهم 64 فنانا من فرقة "ألكسندروف".
علاء عمر