الحوثيون أعلنوا إطلاق صاروخ بالستي من طراز سكود على قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف، بعمق الاراضي السعودية. وأكدوا أنه أصاب هدفه وأحدث انفجارا كبيرا داخل القاعدة. لكن قوات التحالف نفت ذلك، وقالت إن الصاروخ سقط في منطقة نائية.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت قوات التحالف اعتراض صاروخين بالستيين، أُطلقا على محافظة مآرب الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دوليا. وأعقب ذلك بساعات إعلان البحرية الأمريكية عن إطلاق صاروخين من الأراضي اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين في جنوب البحر الأحمر مستهدفة إحدى البوارج؛ لكن الصاروخين سقطا في مياه البحر.
من جهتهم، نفى الحوثيون استهداف البارجة الامريكية. وقال مصدر عسكري مسؤول إن القوة الصاروخية لم تستهدف أي بارجة قبالة السواحل اليمني. وأكد أن ما جرى تداوله أخبار مغلوطة ولا أساس لها من الصحة، وأنها تأتي في إطار الحرب الإعلامية والتغطية على الجريمة، التي ارتكبها طيران التحالف عند استهدافه مجلس العزاء باستهداف الصالة الكبرى في العاصمة صنعاء.
وفِي موازاة ذلك، أكد حزب "المؤتمر الشعبي" مقتل قائد قوات الاحتياط - الحرس الجمهوري سابقا - اللواء علي الجايفي واللواء أحمد مانع رئيس الفريق العسكري عن "المؤتمر الشعبي" والحوثيين في لجنة التهدئة التي عينتها الأمم المتحدة للإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الغارات التي استهدفت مجلس العزاء. فيما تحدث مصادر أخرى عن مقتل نحو عشرين من قادة عسكرين وأمنيين محسوبين على الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
هذه التطورات أتت بعد دعوة الرئيس السابق إلى فتح باب التطوع وحشد المقاتلين لمهاجمة الأراضي السعودية ردا على مقتل العشرات في مجلس العزاء، بينهم قيادات عسكرية وسياسية قريبة منه.
بدوره، أطلق عبد الملك الحوثي قائد جماعة" أنصار الله" دعوة مماثلة إلى مهاجمة الاراضي السعودية، وقال في خطاب متلفز: "علينا أن ننفر على كل المستويات ونأخذ بثأرنا لنكون أحرارا، وإذا تخلفنا لن يسامحنا التاريخ ولن تسامحنا الأجيال". مضيفا: "سنتحرك لمواجهة العدوان على كل المستويات بما تفرضه علينا قيمنا ومبادئنا وواجبنا الديني والإنساني والوطني. هذا ما نحن عليه وهذا كل ما عليه الأحرار وكل الشرفاء في هذا البلد ويجب أن يحذو حذوهم الآخرون من المقصرين والغافلين"؛ مؤكدا أن "الجميع مستهدفون".
وحث الحوثي قبائل خولان الطيال التي ينتمي لها وزير الداخلية جلال الرويشان، والذي استهدفت الغارات مجلس عزاء والده، وقال: "أتوجه إلى الأحرار والشرفاء في خولان الطيال، المناسبة مناسبتهم، لن أحدد لكم ما يجب أن تفعلوا. لكن بحكم ما أعرفه عنكم من شهامة ورجولة، كونوا عند مستوى ما تفرضه مسؤوليتكم الدينية ".
غير أن هذه القبائل المعروفة بقوتها ووزنها بين القبائل في اليمن، أكدت وعلى لسان آلِ الرويشان أنها ترفض إدانة أي طرف في قصف مجلس العزاء، وذكرت في بيان صدر عنها أن هناك مؤامرة دنيئة كانت تحاك وأبرمت. وقالت نحن لا ندين ولا ننفي علاقة أي طرف بهذه المؤامرة، حتى تظهر نتائج التحقيق الذي ستقوم به الأمم المتحدة قريبا. ودعا آل الرويشان قبائل خولان الطيال إلى ضبط النفس والتروي، و"تفويت الفرصة على من لا خير فيهم لليمن ولا لأهلها من أي طرف كان".
وفيما تستمر ولليوم الثالث عملية البحث بين الانقاض عن ضحايا للغارات، التي استهدفت مجلس العزاء، يواصل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد السعي لعقد جولة جديدة من محادثات السلام، تشير التطورات على الأرض إلى أن النجاح لن يكون حليفها هذه المرة.
محمد الأحمد