ويأخذ النموذج المذكور في الحسبان دور منظومة المناعة لدى الشخص المريض ويؤمن عدم نشوء عدوى خارقة.
وتعتبر مضادات الحيوية من الأدوية الضرورية لمعالجة حالات العدوى الجرثومية مع أن استخدامها استخداما مفرطا أو غير صحيح يؤدي إلى نشوء مقاومة للدواء لدى الأحياء المجهرية. وعند وجود مثل هذه المقاومة تصبح الأساليب التقليدية في العلاج قليلة الفعالية أو لا تفيد إطلاقا. لهذا يحاول العلماء تطبيق أساليب فعالة لاستخدام العقاقير المتوفرة لديهم لأن الأنواع الجديدة من مضادات الحيوية تظهر الآن بشكل بطيء نسبيا.
ووضع الباحثون الإسبانيون أسسا رياضياتية لاستخدام أساليب مختلفة في المعالجة ليأتي العلاج مكثفا حين تستخدم اقصى الجرع الممكنة من مضاد الحيوية أو معتدلا حين يجمع بين الجرع القليلة من العقار وفترات أقصر من المعالجة. وقد سمح النموذج التحليلي للعلماء بمقارنة فعالية الأساليب التي اتصفت بثبات الجرع ومدد العلاج المختلفة والأساليب التي تحدد فيها الجرع ومدد تناول الدواء، بما تؤول إليه حالة المريض. ويسمح هذا التوجه، على حد قول الباحثين، بإبراز الطريقة المثلى لتقليص مخاطر تطور مقاومة البكتيريا للأدوية إلى الحد الأدنى.
وفي حال أخذ العوامل المؤثرة على العلاج بعين الاعتبار ومنها قوة المناعة وجرعات المضادات الحيوية ومدة المعالجة وزمن الإصابة بالعدوى، من الممكن تحديد مردود العلاج، أكان هذا العلاج ناجحا أم أن الباكتيريا استطاعت أن تطور مقاومتها له.
ويؤكد العلماء أن مثل هذا التوجه الشخصي الذي يأخذ في الحسبان خصوصيات كل فرد سيكون أساسا لطب المستقبل.
المصدر: لينتا.رو