Stories
-
غزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية
RT STORIES
مقتل 5 صحفيين بقصف إسرائيلي لمركبة بث فضائي في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الحوثيون: هاجمنا هدفا عسكريا إسرائيليا في يافا وآخر بالمنطقة الصناعية في عسقلان
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"حماس" تعرض مشاهد قنص جندي إسرائيلي شمال قطاع غزة (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
لابيد: نتنياهو لا يريد التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الرئيس الإسرائيلي: حياة المختطفين في خطر وأدعو القيادة للتوصل إلى صفقة تبادل
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الخارجية الإسرائيلية تستدعي سفير الفاتيكان بعد تصريحات للبابا فرنسيس
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مشاهد جديدة لكلاب ضالة تنهش جثث القتلى في غزة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
"حماس" تكشف سبب تأجيل مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
صحة غزة: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 45,361
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مقتل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مناطق متفرقة في غزة
#اسأل_أكثر #Question_Moreغزة والضفة تحت النيران الإسرائيلية -
سوريا بعد الأسد
RT STORIES
سوريا.. حظر تجوال في حمص وجبلة واللاذقية وطرطوس على خلفية احتجاجات حرق مقام الشيخ الخصيبي
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الداخلية السورية: الفيديو المنتشر لحرق مقام الشيخ أبي عبد الله الخصيبي قديم يعود لفترة تحرير حلب
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزير الإعلام السوري: سيتم التعامل بحزم مع إثارة الفتن بالبلاد وسوريا عاشت لمئات السنين بتنوع طوائفها
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
أردوغان للمسلحين الأكراد: ألقوا السلاح وإلا ستدفنون في سوريا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزير الخارجية المصري يؤكد أهمية تدشين عملية سياسية في سوريا لا تقصي أحدا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزير خارجية لبنان: نقف مع الحكومة الجديدة في سوريا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
أرتال إدارة الأمن وقوات الشرطة السورية تنتشر في المدن السورية بهدف ضبط الأمن والاستقرار (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزير الداخلية السوري: مقتل 14 عنصرا وإصابة 10 آخرين إثر تعرضهم لكمين من فلول النظام
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
وزير العدل السوري يدين اغتيال 3 قضاة من المحكمة العقارية في محافظة حماة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مصدر: إسرائيل تسيطر على مصادر المياه في القنيطرة ودرعا وتهدد منابع تغذي ريف دمشق وضواحي العاصمة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
محافظ اللاذقية يصدر بيانا للشعب السوري بخصوص الأحداث الأخيرة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قائد قوات "قسد": مستعدون لحل أنفسنا والانضمام إلى جيش سوري جديد
#اسأل_أكثر #Question_Moreسوريا بعد الأسد -
العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
RT STORIES
"الرادا": بسبب فشل التعبئة لن يكون هناك تسريح في القوات المسلحة الأوكرانية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الجيش الروسي يقضي على 230 عسكريا أوكرانيا بمقاطعة كورسك خلال 24 ساعة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على 1495 عسكريا أوكرانيا خلال 24 ساعة
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
زاخاروفا: نظام كييف يهدد الغرب
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
انفجارات تهز أوكرانيا وانقطاع كامل للكهرباء والتدفئة في مناطقها
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الكرملين يعلق على تحويل الغرب فوائد الأموال الروسية المسروقة إلى أوكرانيا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
روسيا.. إحباط اعتداء إرهابي استهدف مسؤولا كبيرا في مؤسسة للصناعات العسكرية (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_Moreالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا -
خليجي 26
RT STORIES
بعد انتزاع البحرين بطاقة التأهل الأولى.. هذه سيناريوهات عبور السعودية والعراق لنصف نهائي "خليجي 26"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مهاجم منتخب السعودية الحمدان يكشف سر احتفاله المثير بهدفه أمام اليمن (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
منتخب السعودية يحقق فوزا دراماتيكيا على اليمن في "خليجي 26" (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بتصريح صادم.. مدرب الإمارات يعلق على استبعاد علي صالح ومبخوت من خليجي 26
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
منتخب الكويت يقتنص فوزا ثمينا في الوقت القاتل أمام الإمارات (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
قمصان متطابقة لحراس المرمى.. واقعة غريبة في مباراة الكويت والإمارات بـ"خليجي 26" (صور)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
منتخب عمان ينتزع فوزا ثمينا على حساب قطر في "خليجي 26" (فيديو)
#اسأل_أكثر #Question_Moreخليجي 26 -
فيديوهات
RT STORIES
من داخل الطائرة الأذربيجانية المنكوبة.. راكب مسلم يناجي ربه وينطق الشهادتين قبل سقوطها
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
تفكيك شجرة عيد رأس السنة في مطار باكو
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الجيش الإسرائيلي يعتقل عددا من الفلسطينيين في مخيم الأمعري
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
لحظة انفجار في مركز "ألانيا مول" للتسوق
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
مشاهد جوية تظهر حطام الطائرة الأذربيجانية في كازاخستان
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الجيش الروسي يحرر بلدة "نوفي ترود" في جمهورية دونيتسك
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
إطلاق الصاروخ "Soyuz-2.1b" المزود بالقمر الصناعي "Resurs-P"
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
لحظة خروج ركاب أحياء من حطام الطائرة الأذربيجانية
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
لحظة اصطدام طائرة تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية بالأرض وتحطمها
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
عملية إنقاذ الطيور في مدينة أنابا
#اسأل_أكثر #Question_Moreفيديوهات -
خارج الملعب
RT STORIES
20 درجة تحت الصفر.. رونالدو يتحدى المياه الباردة بفنلندا
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
استقالة رئيس وأعضاء الاتحاد السوري لكرة القدم
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بكلمة واحدة.. صلاح يعلق على أنباء تجديد عقده مع ليفربول
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
ماذا حصل في إستاد حلب الدولي بعد الحريق الذي تعرض له؟ (صور)
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
الفئران تداهم معقل مانشستر يونايتد
#اسأل_أكثر #Question_MoreRT STORIES
بينها ملعب عربي.. الملاعب الـ10 الأكثر ترويعا في تاريخ كرة القدم
#اسأل_أكثر #Question_Moreخارج الملعب
سوريّان في موسكو!
أصغيت لمطالب زوجتي اللحوحة وذهبت معها إلى السوق واشترينا وإياها دون أن يكون لي رأي في ما اختارت، مكنسة كهربائية اقتصر دوري على دفع ثمنها وحملها إلى السيارة ومنها إلى المنزل.
حال وصلنا إلى البيت، لمّعت زوجتي المكنسة الحمراء الجميلة التي تعب مصنعوها على مظهرها الخارجي لتبدو لغير العارف جهازا ذكيا، أو ربما مسبارا فضائيا عكفت وكالة الفضاء الروسية طيلة سنين على تصميمه بهدف إطلاقه ليجمع بيانات علمية عن فوبوس أحد قمري المريخ.
وفور أن انتهت من تلميع المكنسة، وصارت تبحث لها عن مكان لائق في المنزل، ارتسمت البسمة على محياها تلذذا بنشوة انتصارها وهزيمتي، إذ أفلحت في إقناعي وفي يوم عطلتي بإحماء السيارة في صقيع روسيا القارس، والذهاب بها إلى المتجر المزدحم والانتظار هناك حتى تنتهي هي من اتخاذ قرارها وتستقر على المكنسة المطلوبة، والتي بدت الأجمل بين مثيلاتها على الرّف!
مشاعر النصر التي انتابت زوجتي، تكللت بتلاوتها على مسامعي مقتطفات من الكتيّب الصغير المرفق بالمكنسة ودفتر الكفالة. فالمكنسة حسب ما ورد في الكتيب، قوية وتشفط الغبار والفتات، بل تسحب من على الأرض البساط، فيما لا تتيح للغبار التسرب ثانية إلى جو الغرفة المكنوسة حفاظا على أنفاس أهل البيت والبيئة!
المكنسة كانت مكفولة لعام كامل بما يشمل جميع الأعطال المحتملة، كما تتعهد الشركة المصنعة خطيا، بألا يصيب منتجها مكروه مهما طال استخدامه، وبغض النظر عن الظروف الجوية التي قد يستعمل في ظلها.
زوجتي كانت على ثقة تامة بمصداقية كل كلمة وردت في كتيب إرشادات الاستخدام ودفتر الكفالة، وأكثرت من مديح أداتها المنزلية الجديدة التي ستخفف عنها ما استطاعت من أعباء الكنس وتنقية الهواء في البيت بأكمله، فهي مكفولة ومضمونة، فضلا عن أن قريبتنا ما انفكت خلال عامين تستخدم مكنسة مشابهة تماما، أبلت بلاء حسنا في الخدمة، باستثناء بعض العيوب الطفيفة فيها حسب زوجتي، والتي في مقدمتها مظهرها الأقل جاذبية مما اشترت هي.
انقضى عام بالتمام والكمال على اقتناء زوجتي مكنستها العجيبة، وذلك وفقا لتاريخ شرائها المدون في كتيب الإرشادات ودفتر الكفالة وتزامن اليوم الـ365 من عمر المكنسة مع تواجدي في العمل.
مع إتمام مكنستنا ربيعها الأول في خدمتنا، كنت غارقا خلال تلك الذكرى في العمل وزملائي إلى فوق رؤوسنا، حيث اتسم هذا اليوم بتوالي سيل جارف من المواد الإخبارية التي تتطلب تحريرها وترجمتها، صبيحة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الاتفاق بين موسكو وواشنطن على وقف لإطلاق النار، وهدنة طال انتظارها في سوريا تمهد لمفاوضات تخرج بالسوريين من أزمتهم وتعيد السلام إلى بلادهم.
في هذا اليوم، انقضت ساعات الدوام الرسمي بلمح البصر، حيث تخللها توتر وغضب حبسته في صدري على رئيس التحرير الذي بدا و"كأنك أذهبته وجئت بغيره"، إذ كان متشددا معنا على غير عادة، لحرصه على عدم تراخي أي منّا نحن المحررين والمترجمين، فالأخبار التي تتوالى مصيرية، وكان هو شخصيا بين من انتظروها، فهو سوري دمرت الحرب بيت والده الكريم وأتت على ما تركه الأب للأبناء والأحفاد!
أنا لم أكن على علم بهذه الحقيقة المرّة وبما عاناه رئيس تحريرنا الرصين، وسامحته على توتره في ذاك اليوم، ودمعت عيناي حينما قصّ عليّ حكاية أخ سوري ينطق بلهجتي ويضحكه ضحكي، ويحزنه حزني.
فأنا ابن سوريا مثله وكنت متوترا مثله، ومحّصت كثيرا كلمات الرئيس الروسي لدى ترجمتي لها، وألهبت قلبي مشاعر الحنين إلى سوريانا وفاض بي حب كل السوريين بين موالين ومعارضين فنحن جميعا على مصير بلادنا صرنا قلقين، ولم نعد نريد سوى سلتنا بلا تين.
وفي هذه الأثناء، كان هاتفي المحمول بعيدا عني، إذ نسيته في جيب المعطف على الشماعة، ولم أسمع له رنينا، ولم أذكر أنني من أصحاب الهواتف المحمولة أصلا، إلا بعد انحسار شدة التوتر الإعلامي في العالم وتلاشي أصداء نبأ وقف إطلاق النار في سوريا وقرار إرسال المساعدات الإنسانية لمستحقيها هناك.
وعندما ارتديت معطفي قبل العودة إلى منزلي، تذكرت أنه لدي هاتف محمول، وأن أحدا قد اتصل بي لا محالة طيلة ثماني ساعات من العمل المتواصل. فدسست يدي في جيبي لأسحب تلفوني وأرى على شاشته إخطارا يشير إلى أن زوجتي قد هاتفتني ست مرات دون أن أسمع أو أجيب!
وفي أعلى الشاشة كذلك، نبّهني هاتفي في شارة كالظرف البريدي إلى أن أحدهم قد ترك لي رسالة قصيرة. وقبل أن أتصل بالمرسل، فضلت الاطلاع على فحوى الرسالة وأنا على يقين تام بأنها وردت من زوجتي، فيما قلت في نفسي، أجارنا الله، خيرا إن شاء الله، لأقرأ في سطور الرسالة القصيرة ما يلي: أين أنت؟ لماذا لا تردّ على نداءاتي؟ لقد اتصلت بك ألف مرة! أين أنت؟
سارعت إلى الاتصال بها، وقبل السلام والكلام سألتها ما الذي حدث، لماذا هذا الإلحاح في الاتصال وما منعك عن الاتصال بي على الهاتف الأرضي في العمل، لتجيب: من ناحية الاتصال على هاتف العمل، فإنني لم أقدم على ذلك تلبية لتعليماتك، وتفاديا لألا يحسبك زملاؤك متواريا عني في مكان مجهول، فيما توهمني بأنك في العمل وأنت الله وحده من يعلم أين أنت. اتصلت بك لأبلغك بأن المكنسة الكهربائية، وبعد أن شغّلتها كالعادة لأكنس البيت، أخذت تعمل بصوت علا وازداد باضطراد، فيما كنت أعوّل عليها لتعاود الكنس بهدوء.
استمرت على هذه الحال لبرهة، ومن ثم أخذ الدخان يتصاعد فوقها وشممت منها رائحة حريق كهربائي أرعبني. عاجلت وكما سبق لك وأن أرشدتني، بفصل التيار من مصدره الأساسي، أي من القاطعة المثبتة في الحائط إلى جانب الباب الرئيسي في بيتنا.
لا تتصور مدى هولي، وأعجز عن وصف الرائحة الكريهة التي انبعثت من هذه المكنسة الملعونة. الله نجّاني ونجّا البيت من الحريق.
قلت: الحمد لله على سلامتك، هل أنت على ما يرام، اهدأي، لا تخافي فأنا في طريقي إلى المنزل. هيا انتظريني ولا تقلقي. مضطر لإنهاء المكالمة لأنني اقتربت من محطة مترو الأنفاق، ولا أحب التحدث بالهاتف فيما الآخرون يصغون إلي ويسترقون نظرات الانتقاد، فأنت تعلمين أن الروس لا يحبون هذه العادة.
وبعد أن نزلت إلى قطار المترو بواسطة السلم الكهربائي الطويل كطريق الحياة، وتزامنا مع عبارات الحمد والشكر لله التي رددتها في قرارة نفسي على سلامة زوجتي وبيتي، عدت إلى التفكير بالعمل، وبما سمعته من أنباء اليوم.
كانت في قلبي حسرة على قدر صديقي رئيس التحرير السوري المخلص لبلده وبستان الزيتون الذي حفر تربته بمعول بقي عليه عرق والده، وشجّر بزنديه أرض الآباء والأجداد، ورعا بستانا على مساحة 12 دونما، سبق له وأن أراني إياها بين الصور التي يحتفظ بها في هاتفه الذكي.
فاضت عيناي بالدمع في قطار الأنفاق، ورحت أنظر في الأرض لأهرب بدمعتي من عيون الركاب المهموكين، والعائدين بدورهم من أعمالهم وهم يفكر كل منهم أيضا بعمله ومشاغله وأهل بيته ومحبيه.
سألت نفسي عمّا حل بسوريا، في مونولوج يرافقني مذ خرّت جريحة، ومذ صارت تتوالى على شاشات التلفاز مشاهد توزيع الجنود الروس المساعدات الإنسانية على المنكوبين في بلدي، ملفوفة بأكياس تحمل علمي روسيا وسوريا المصابة، وكتب عليها: روسيا معكم!
كما آخذت نفسي، وخشيت أن يتهيأ لصديقي، ومديري وهو واحد من ملايين السوريين الذين تضرروا في حرب ما تمناها سوى العدو لسوريا، وقلت لروحي: يا الله، كتاباتي قد توحي لمن يقرؤها بأنني متحيز إلى جانب ما تسميه المعارضة في سوريا "النظام"، فصديقي من المتضررين، وهو يمثل معارضة شريفة احتاجت سوريا لمثلها منذ أمد، وأينعت في بلادنا ضرورتها.
ورحت أتساءل، وأبرر لنفسي وأقول: لا، فصديقي شخص راق ومتزن في حكمه، ولا أعتقد أنه بين المعارضين الذين يريدون قلب "النظام" بأي ثمن ويكرهون كل من يفكر بغير طرحهم، ويحسبونه على "النظام"، ويتوعّدونه في قرارة أنفسهم بمصير على أيديهم وأيدي "أصدقاء سوريا" لن يكون أرحم من مصير "النظام".
لا، هو ليس ممن هم قمة في السخاء والجود بمال غيرهم وبدماء مئات الآلاف من أبناء جلدتهم. هو ممن أرادوا التغيير الحقيقي في بلادنا من أجل عيش أفضل ومستقبل وضاء لولده وابنته والملايين من أقرانهما في سوريا، رغم أن ولديه يعيشان تحت كنفه في روسيا، والمستقبل الواعد في انتظارهما في بلد اتسع لتحقيق أحلام الملايين بعلومه وصناعاته وفرصه.
وخلصت في حواري مع ذاتي، إلى أن كل شيء على ما يرام، وصديقي لن يخطئ في فهمي، فأنا أيضا شأني شأنه لا أريد سوى الخير والسلام لوطننا الغالي، ولا أنتمي لـ"النظام" أو معارضة، شريفة أو انتهازية وسخية بمال الغير ودمه.
أنا سوري كصديقي وأريد بلدي آمنا مستقرا، وأنشد تغييرا يصدر عنّا نحن، ومن تحت قبة برلمان عاصمتنا، ومن حناجر السوريين وقلوبهم إن كانوا معارضين، أو موالين.
وعدت بعد وصولي إلى المحطة التي أنشدها وصرت على خطوات من بيتي، لأستذكر ما حدث مع زوجتي ومكنستها الكهربائية اليوم، فارتسمت بسمة على وجهي مشوبة بحسرة مرّة على ما جال في خلدي طيلة الطريق، وقلت، تبّا لهذه الحياة وما تحمله من مسرّات ومنغصات.
السوريون في التغيير الذي أرادوه، ربما خدعوا عبر شاشات التلفاز ومنشورات التحريض والسم الأجنبي الذي دسّ في صحونهم وألّب قلوب بعضهم على بعض عبر أحلاف وتكتلات تكاتفت وتهافتت على "نصرة" طرف دون آخر في بلدنا. اختطفوا منّا قضية تغييرنا، وجعلوا منها مادة لتصفية حساباتهم وتسوية مشاكلهم على حسابنا، لقاء تدمير بيوتنا وإراقة دمائنا.
الخديعة وقعت بين السوريين عبر ما ورد في كتيبات الكفالة وإرشادات الاستخدام، شأننا في ذلك شأن زوجتي التي عفا عنها وعني الله اليوم ولم يمكّن لمكنستها الحمراء أن تشتعل وتأتي على ما جنيته طيلة أكثر من عقدين وتزهق روح رفيقة دربي وصديقة عمري.
وحينما وصلت إلى المنزل، سارعت زوجتي إلى فتح الباب في وجهي قبل أن أضغط على زر الجرس، إذ كانت تترقب وصولي من على الشرفة، لتقول: يا إلهي ما هذا اليوم، لا أزال إلى الآن خائفة. وأضافت وهي تأخذ الحقيبة من يدي: هل تعلم أنهم اتفقوا في سوريا، وقالوا إن بوتين وأوباما تعهدا بوقف إطلاق النار هناك تمهيدا للهدنة؟
أجبت: نعم يا حبيبتي، ما أبسطك، تسألينني إذا كنت على علم بخبر كهذا وأنا في قلب النبأ والحدث على مدار الساعة؟ هيّا حضّري لنا الطعام لو سمحت، فأنا جائع، ومنهك ومهموم. أبناء بلدي غرّهم لون التغيير وخدعوا بالإرشادات وتعليمات الاستخدام وسبل قتل بعضهم البعض من أجل مستقبل أفضل، كما انخدعت أنت بما جاء في كتيّب مكنستك لعنها الله.
لقد حذرتك منذ البداية، وقلت لك إنه ليس كل ما يكتب صحيحا، والمسألة لا تكمن في الشكل الخارجي واللون، وأكدت لك مرارا وتكرارا أن الطريق إلى جهنم معبدة بالنوايا الحسنة.
صفوان أبو حلا
التعليقات