وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي إن قطعاته تمكنت، بعد ظهر السبت الماضي (02/04/206)، من اقتحام تحصينات تنظيم "داعش" والدخول إلى مدينة هيت. مشيراً إلى أن مسافة قريبة تفصل قوات الجهاز عن مركز المدينة.
وقال اللواء الركن سامي كاظم العارضي، قائد العمليات الخاصة الثالثة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، إن قوات الجهاز تمكنت من تحرير معسكر هيت وحي أمينة بالمدخل الغربي لمدينة هيت بالكامل وفرض كامل السيطرة عليهما.
وفي المقابل، قالت قيادة عمليات الأنبار إن ثلاثة أفواج قتالية من الجيش والشرطة الاتحادية تحركت للإشراف على الأرض المنتزعة من "داعش" في ناحية كبيسة ومحاور قضاء هيت في غرب الرمادي.
من جهته، أعلن عضو مجلس النواب عن محافظة الأنبار غازي الكعود عن بدء عملية كبرى لتحرير قضاء هيت بمشاركة القوات الأمنية والعشائر، مبينا أن العملية هي ثأر لأبناء عشيرة البونمر الذين قتلهم التنظيم الإرهابي
وقال مصدر مطلع إن معركة هيت بدأت قبل أسابيع بتقدم قوات مكافحة الإرهاب على طريق المحمدي، وتوقفت عند الخوضة غرب هيت، وهي تتقدم الآن على طريق كبيسة؛ حيث سيطرت القوات الأمنية على المعمورة، التي تقع على طريق كبيسة في ضواحي هيت الغربية.
وكان الجيش العراقي قد أعلن، في 27 مارس/آذار الماضي، انطلاق عملية تحرير هيت، التي تخضع لسيطرة التنظيم منذ نحو عام ونصف، ضمن مساع أوسع لطرده من محافظة الأنبار، كبرى محافظات العراق.
جدير بالذكر، أن مزهر الملا، أحد شيوخ الأنبار المقاتلين ضد "داعش"، كان قد ذكر، في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أن اجتماعات عدة عقدت في قاعدة الحبانية مع القادة العسكريين العراقيين والأمريكيين لمناقشة مرحلة ما بعد تحرير الرمادي. وأكد أن المجتمعين كشفوا عن نيتهم البدء القريب باقتحام هيت بعد إنهاء كامل الاستعدادات. وقال الملا آنذاك إن هيت تعدّ خط وصل مع حديثة والبغدادي وصولاً إلى الرمادي. وأشار إلى أن الهدف من تحرير هيت هو قطع خط الإمدادات القادمة من سوريا باتجاه الفلوجة والرمادي، وأن حسم معركة هيت من شأنه أيضاً فك الحصار عن العائلات المحاصرة في حديثة والبغدادي وإيصال الغذاء ومياه الشرب إليها بسهولة.
ووفقا لمسؤولين عسكريين، فإن اجتماعات عسكرية مكثفة أخرى قد شهدتها قاعدة عين الأسد خلال شهر فبراير/ شباط الماضي بين قادة أمريكيين وضباط عراقيين وشيوخ عشائر لتنسيق الاستعدادات وتحديد ساعة الصفر. وفي الوقت الذي أكد الجانب الأمريكي أن قوات "الحشد الشعبي" لن تشارك في معركة هيت، أشارت مصادر موثوقة إلى أن المدفعية الأمريكية ستشارك لأول مرة في العمليات العسكرية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن موقع هيت الاستراتيجي يشكل عقدة مواصلات مهمة جدا. فهي تبعد نحو 60 كيلومترا شرق الرمادي، وتقع على مقربة من قاعدة عين الأسد في البغدادي غربا وتربط طرق مواصلات مهمة بين مدن الأنبار ومناطق شمال غرب صلاح الدين، وشمال غرب الصحراء وصولا إلى الموصل.
وقبل الختام، لا بد من الإشارة إلى كلام لافت ورد على لسان المتحدث باسم التحالف الدولي ستيف وارن خلال مؤتمر صحافي عقده منتصف مارس/آذار الماضي بمقر السفارة الأمريكية، في بغداد؛ حيث أعلن أن المعركة الكبرى مع "داعش" ستكون في منطقة الفرات بقضاء هيت. وأشار إلى أن الحكومة العراقية هي، التي ستقرر ما إذا كانت تود الذهاب بعد ذلك لتحرير قضاء الرطبة، غرب الأنبار. وأضاف وارن حينها أن القوات العراقية قادرة على تحرير مدينتي الموصل والفلوجة في وقت واحد.
ولعل موقع هيت الجغرافي وطبيعتها الديموغرافية كانا دافعين إلى وصف المتحدث باسم التحالف الدولي معركة هيت بالكبرى. ويتندر بعض العراقيين بحديث وارن هنا ويقولون إنه ربما يريد أن يرسل رسالة مفادها أنه يخوض معركة ضد روسيا في هيت وليس ضد "داعش"!. وهنا يستحضرون هتاف المتظاهرين في هيت في عهد المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم حين قالوا مناصرين له "هيت قطعة من السوفييت.. اسمع يا كريم!".
وقد يعود حديث وارن حول تأجيل تحرير الفلوجة ونينوى، أو ارتباط تحريرهما بها بعد هيت، إلى حساسيات أمنية وسياسية يجب حسمها قبل الشروع بتحريرهما بعد هيت، وأبرزها تلك المتعلقة بشروط الولايات المتحدة بإبعاد "الحشد الشعبي" عن المعركة.
عمر عبد الستار