وذكر محمد عثمان، وهو مسؤول إداري كبير في لاهور أن إسعاف المصابين لا يزال مستمرا، مشيرا إلى أن 50 طفلا بين المصابين.
وأضاف: "تلقينا المساعدة من الجيش، ووصل عسكريون إلى مكان الاعتداء فيما أعمال الإسعاف والإغاثة مستمرة".
من جهته، قال حيدر أشرف، وهو ضابط في الشرطة في حديث لـ"فرانس برس": "ما من شك في أن الهجوم انتحاري، فالمتنزه كان يعج بالزوار يوم الحادث".
هذا، واستهدف تفجير عنيف موقف حافلات عند أحد مداخل متنزه "غولشان إقبال" القريب من وسط لاهور، أثناء احتفال سكان المدينة وضيوفها من المسيحيين بعيد الفصح.
وعرضت قنوات تلفزيونية باكستانية، مشاهد أظهرت سيارات إسعاف تنقل جرحى إلى المستشفيات، كما أشار شاهد عيان إلى اندلاع حالة من الفوضى والتدافع إثر الانفجار، فيما تاه أطفال عن آبائهم بعد الذعر الذي حل بالجميع.
وذكر شاهد عيان آخر، يقيم قبالة المتنزه أن الانفجار كان شديدا لدرجة أنه تحطم زجاج منزله البعيد نسبيا عن مكان التفجير.
ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن ضابط رفيع في الشرطة الباكستانية قوله: إن غالبية القتلى والمصابين من النساء والأطفال.
وأضاف المصدر الشرطي: "لقد ارتج كل شيء، وسمع الصراخ في كل مكان، وتعالى الغبار بشكل كثيف. بعد عشر دقائق على التفجير، خرجت لأرى أشلاء الضحايا متناثرة على الجدران، فيما كان الجميع يبكون وأبواق سيارات الإسعاف تعلو في كل مكان".
أحد الأطباء في مستشفى تدفقت عليه سيارات الإسعاف بالمصابين والقتلى، ذكر في تعليق لـ"فرانس برس" أنه تم استقبال أكثر من أربعين جثة في المستشفى الذي يعمل فيه، مضيفا أن عدد الجرحى "يفوق الـ200 شخص وأن معظمهم في حالة حرجة".
وأضاف أن المتنزه كان مكتظا بالناس يوم الأحد، احتفالا بعيد الفصح وفقا للتقويم الغربي "وأن معظم المحتفلين كانوا من المسيحيين، وأن المتنزه كان مزدحما إلى حد أنني طلبت من عائلتي عدم التوجه إليه".
فصيل لـ"طالبان-باكستان" يتبنى الهجوم
هذا، وأعلن ما يسمى بـ"جماعة الأحرار" التابعة لحركة "طالبان-باكستان" مسؤوليتها عن الهجوم. وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم الجماعة: "المسيحيون كانوا الهدف. نريد توجيه هذه الرسالة لرئيس الوزراء نواز شريف والتأكيد له أننا صرنا في لاهور. يستطيع أن يفعل ما يشاء، لكنه لن يتمكن من ثنينا عمّا ننشده، ومقاتلونا لن يتوقفوا عن هذه الهجمات".
يشار إلى أنه سبق لإسلاميين وأن شنوا في باكستان الكثير من الهجمات الإرهابية ضد المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى على مدى العقد الماضي، فيما يتهم المسيحيون الحكومة بالتقصير التام في حمايتهم.
الرئيس الباكستاني مأمون حسين، أدان بشدة هذا الاعتداء، وأعلنت حكومة البنجاب الحداد ثلاثة أيام على أرواح الضحايا.
لاهور عاصمة البنجاب، أكبر أقاليم باكستان وأكثرها ثراء، ويحظى فيه رئيس الوزراء نواز شريف على تأييد كبير.
بوتين يؤدي تعازيه لباكستان مؤكدا دعم روسيا لها في مكافحة الإرهاب
قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين 28 مارس/آذار، تعازيه لنظيره الباكستاني ممنون حسين ورئيس الوزراء نواز شريف بشأن الهجوم الإرهابي في لاهور، مؤكدا دعم موسكو لجهود إسلام آباد في محاربة الإرهاب.
ونقل المكتب الصحفي للكرملين عن بوتين قوله إن هذا العمل الشرير يثبت مجددا الطبيعة البربرية واللاإنسانية للإرهاب الذي لا يرحم أحدا من أجل تحقيق أغراضه الإجرامية.
وحسب بيان الكرملين، أكد بوتين أن الجانب الروسي يؤيد السلطات الباكستانية في مواجهة التهديد الإرهابي ويهتم بمواصلة زيادة التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي.
وأعرب الرئيس الروسي عن قناعته بتحمل مدبرين ومنفذي الهجوم مسؤوليتهم.
هذا وأدى بوتين تعازيه لأهالي الضحايا، متمنيا بالشفاء السريع للمصابين.
بان كي مون يدعو سلطات باكستان إلى حماية الأقليات
ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهجوم الانتحاري في لاهور، ودعا سلطات باكستان إلى فعل كل ما في وسعها من أجل ضمان أمن جميع سكان البلاد، بمن فيهم الأقليات، معربا عن تعازيه لأهالي الضحايا.
كما أكد بان كي مون على ضرورة معاقبة المسؤولين عن الاعتداء في أسرع وقت ممكن، مشددا على أهمية تقيد باكستان بتنفيذ التزاماتها في مجال حقوق الإنسان.
هذا، وتشهد باكستان، وهي دولة نووية يقطنها زهاء 190 مليون نسمة، تمردا مسلحا أعلنته حركة "طالبان-باكستان"، فضلا عن أعمال عنف ترتكبها عصابات إجرامية، وصدامات طائفية تؤرق البلاد.
المصدر: وكالات