فمنذ 27 عاما أغضبت هذه الرواية كثيرا الزعيم الإيراني آية الله الخميني، حتى أنه عرض مكافأة ضخمة وقتذاك لاغتيال رشدي.
وقد تسببت تلك الفتوى في اختباء رشدي، البالغ من العمر حاليا 68 عاما، لعدة سنوات وبقائه تحت حماية الشرطة، ولكن في العام 1998، أعلن الرئيس الإيراني أن الفتوى "انتهت".
بالرغم من ذلك كرر المسؤولون الدينيون في إيران تهديداتهم له عدة مرات، وقال نائب وزير الثقافة "سيد عباس صالحي" لوكالة الأنباء فارس نيوز "إن هذه الفتوى دينية، ولن تفقد قوتها أبدا، وهذه الجهود الموحدة الأخيرة تعد بمثابة تذكير قوي بأن رشدي لا يزال في غير مأمن".
ونشرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء قائمة تضم 40 مؤسسة إعلامية تساهم في زيادة المكافأة، وخصصت وكالة فارس نفسها 30 ألف دولار.
وقد تعرض الكتاب المذكور في إيران لحملة شديدة من الكراهية والرفض، حتى أن أي شخص شارك في نشره كان في خطر، ومن بينهم مترجم الرواية للإيطالية، والناشر النرويجي، ومترجم الرواية للتركية، إذ عانوا جميعهم من هجمات مرعبة هددت حياتهم في بلدانهم، وكان آخر هذه الهجمات الأخيرة هجوم متعمد قتل فيه 37 شخصا، كما تعرض مترجم الرواية الياباني للطعن حتى الموت في عام 1991.
يشار إلى أن الكاتب سلمان رشدي كان قد نشر أشهر رواياته "آيات شيطانية" سنة 1988، وحاز من خلالها على جائزة "ويتبيرد"، لكن شهرة الرواية جاءت على خلفية تسببها في إحداث ضجة في العالم الإسلامي حيث اعتبر البعض أن فيها إهانة لشخص الرسول محمد (ص)، الأمر الذي أدى إلى منع ترجمة وبيع الرواية باللغة العربية.
المصدر: باسل