وقام عدد من الحضور برشق فوتشيتش بالحجارة بعيد وضعه إكليلا أمام نصب يحمل أسماء أكثر من 6200 ضحية تم التعرف على هوياتهم ودفنوا في المقبرة، وهتف المهاجمون بعبارة "الله أكبر" وهم يرشقون الحجارة باتجاه فوتشيتش، كما حاول البعض التعرض له بشكل مباشر.
وذكرت وكالة "فرانس برس" أن عددا من حراس رئيس الوزراء الصربي أصيبوا أيضا خلال الحادث، وتمكن فوتشيتش من مغادرة المكان وهو يركض تحت حماية حراسه فيما كان المنظمون يطالبون الحضور عبر مكبرات الصوت بالتزام الهدوء.
ورغم الحادث أكد فوتشيتش التزامه بالمصالحة مع مواطني البوسنة المسلمين، وقال بعد عودته إلى بلغراد "آسف لحصول أمر كهذا، وآسف لعدم إدراك البعض لنيتنا الصادقة لبناء الصداقة بين الصرب وشعب البوسنة".. "يدي تبقى ممدودة (لمسلمي البوسنة) وسأواصل سياستي للمصالحة".
وقبيل توجهه إلى سربرنيتسا، وجه رئيس الوزراء الصربي رسالة مفتوحة السبت انتقد فيها "الجريمة الفظيعة"، وقال "لقد مضى عشرون عاما على وقوع الجريمة الرهيبة في سربرنيتسا، ولا أجد الكلمات التي يمكن أن تعبر عن الحزن والأسف على الضحايا، أو عن الغضب تجاه الذين ارتكبوا تلك الجريمة الفظيعة".
وكان عشرات آلاف الأشخاص احتشدوا السبت في سربرينيتسا في البوسنة للمشاركة في مراسم إحياء الذكرى العشرين للقتل الجماعي الذي حصد ثمانية آلاف من البوشناق (مسلمي البوسنة) في يوليو/تموز 1995.
الأمم المتحدة تدين الاعتداء على رئيس الوزراء الصربي
من جهته ندد يان ألياسون مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، بالاعتداء على رئيس الوزراء الصربي، وفي بيان له وصف ألياسون الذي حضر الحادث في سربرنيتسا، بأنه "عمل عنف مؤسف، وبعيد عن روح المراسم والتي أعرفها".
وأضاف أن هذا الحادث يجب "ألا يقلل من أهمية الدروس التي علينا تعلمها في سربرنيتسا.. لا يجوز للإبادة أن تتكرر.. إن الحقيقة والمصالحة هما الطريقان إلى إعادة البناء ومنع وقوع سربرنيتسا أخرى".
رئاسة البوسنة والهرسك تدين الهجوم على رئيس الوزراء الصربي
من جانبها، قدمت رئاسة البوسنة والهرسك، السبت، اعتذارها إلى جميع الوفود الأجنبية التي حضرت المراسم، بسبب الهجوم على فوتشيتش، كما أعربت الرئاسة عن شكرها للأخير لزيارته سربرنيتسا.
وقالت الرئاسة في بيان لها إن فوتشيتش "فعل ذلك لأظهار سعيه للمصالحة وبهدف تكريم ذكرى الضحايا".
كما طالبت الرئاسة أجهزة الأمن والشرطة في البلاد بإجراء تحقيق دقيق من أجل الكشف عن المذنبين في الهجوم، وطالبت بـ"تحديد المسؤولين" في الأجهزة الأمنية الذين لم يفعلوا شيئا لمنع "الخطر على أمن رئيس الوزراء الصربي".
موسكو: الحادث يدل على أن شعوب يوغوسلافيا السابقة لم تتصالح بعد
وفي تعليقه على الحادث في سربرنيتسا قال قسطنطين دولغوف، مفوض وزارة الخارجية الروسية لحقوق الإنسان، إن ما حصل يدل على ابتعاد شعوب يوغوسلافيا السابقة عن المصالحة.
وكتب دولغوف على صفحته في "تويتر" أن "تحركات الغرب المسيسة في منظمة الأمم المتحدة لا تسهم (في هذه المصالحة) بأي شكل من الأشكال".
وكانت موسكو استخدمت حق "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي قبل أيام، لمنع تمرير مشروع قرار بريطاني يعتبر أحداث سربنيتسا "إبادة جماعية".
المصدر: وكالات