ويأتي الاجتماع قبل 4 أيام من إحياء الذكرى الـ20 للمذبحة، التي قتل خلالها 8 آلاف مسلم نتيجة عملية لقوات صرب البوسنة بقيادة الجنرال راتكو ملاديتش في يوليو/تموز عام 1995.
لكن مشروع القرار البريطاني أثار ردود أفعال متباينة، إذ اعتبر الصرب وبالدرجة الأولى صرب البوسنة، أنه موجه ضدهم.
وحسب تحليلات أجرتها وسائل إعلام صربية، استخدمت كلمة "الإبادة" في نص المشروع البريطاني، 35 مرة، في الوقت الذي ذكرت فيه كلمة "المصالحة" في النص 3 مرات فقط.
وفي هذا السياق وجهت جمهورية صرب البوسنة (جزء من اتحاد البوسنة والهرسك) دعوة إلى روسيا لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار.
واعتبر رئيس الجمهورية ميلوراد دوديك أن تبني مثل هذا القرار سيمهد الطريق لتفكك دولة البوسنة والهرسك، وقال: "إن أولئك الذين عملوا في السابق على تفكيك يوغوسلافيا، يحاولون اليوم تدمير جمهورية صرب البوسنة".
بدوره اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشروع القرار المطروح من قبل بريطانيا يحمل طابعا معاديا للصرب ويفسر أحداث سريبرينيتسا بشكل خاطئ، مشيرا إلى عدم تناسبه، من وجهة النظر الحقوقية، مع القرارات السابقة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي في هذا الشأن، وحذر من أن مثل هذا القرار من شأنه أن يؤدي إلى إثارة مزيد من الخلافات الإثنية في شبه جزيرة البلقان، بدلا من المساهمة في المصالحة المرجوة بين جميع الشعوب التي تعيش في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع القرار "يدين بأشد العبارات الإبادة المرتكبة في سريبرينيتسا" في 1995 ويؤكد بأن الاعتراف بهذه الإبادة يمثل "شرطا مسبقا للمصالحة" في البوسنة.
كما يشيد المشروع "بالجهود الرامية للتحقيق وملاحقة جميع المتهمين بانتهاكات خطيرة للحقوق الإنسانية أثناء نزاع البوسنة، بما فيها إبادة سريبرينيتسا".
ويطالب المشروع من جميع الدول التعاون في هذا الاتجاه مع القضاء الدولي، ويدعم اتفاقات "دايتن" للسلام عام 1995 التي أنهت الحرب و"يجدد التأكيد على أهمية استخلاص الدروس من فشل الأمم المتحدة في منع إبادة سريبرينيتسا".
المصدر: وكالات