إذ شكلت اتفاقية التعاون المبدئية التي وقعتها اليونان مع روسيا حبل نجاة للاقتصاد اليوناني المثقل بديون لصندوق النقد الدولي، وأكد هذا التقارب بالإضافة إلى الاتفاقيات الاقتصادية المشتركة التي وقعتها موسكو والرياض خلال منتدى سان بطرسبورغ، أكد فشل سياسات العزل التي تحاول بعض القوى الدولية ممارستها ضد روسيا.
وتبرهن قدرة موسكو ليس فقط على التأقلم السريع مع سياسة العقوبات بل القدرة على المساهمة في حل الأزمات الدولية السياسية منها والاقتصادية.
الأزمات الاقتصادية باتت الطابع المشترك بين دول عديدة تكافح لتجنب خسائر مالية تهدد بعضها بالإفلاس، كاليونان، وهو أمر يدفع هذه الدول للبحث عن بدائل للحصول على مشاريع اقتصادية حيوية ومساعدات مالية.
وقد وجدت اليونان التي يقول البعض في الاتحاد الأوروبي إنها باتت عبئا على دول منطقة اليورو بسبب أزمة ديونها، وجدت البديل في التحرك نحو حلفائها القدماء، والمقصود هنا روسيا.
فقد وقع الطرفان مذكرة تفاهم لتأسيس شركة يملكها البلدان مناصفة لبناء خط أنابيب غاز يمر عبر اليونان بتمويل روسي، خطوة شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس على أنها ستساعد اليونان على تسديد ديونها وذلك من خلال المدفوعات المستحقة لليونان من عبور خط الغاز في أراضيها والذي يصل إلى ملايين الدولارات سنويا. وأكد بوتين أن على الاتحاد الأوروبي، إذا أراد من اليونان سداد ديونها الاهتمام بتنمية الاقتصاد.
إذ ترزح أثينا تحت مطالب لسداد ديون لصندوق النقد الدولي وصلت لـ 240 مليار يورو يتوجب نهاية هذا الشهر سداد قسط منها يصل إلى 1.6 مليار يورو، وهو ما وضع الاتحاد الأوروبي بين خيارات صعبة بين خسارة اليونان ضمن الاتحاد أو سداد ديونها لكن بشروط قد تبدو مجحفة بحق اليونانيين.
السعودية بدورها التي يرى مراقبون أنها باتت قلقة من سياسات واشنطن تجاهها بحث وفدها الذي رأسه ولي ولي العهد محمد بن سلمان مع الرئيس الروسي بناء ستة عشر مفاعلا نوويا للأغراض السلمية إضافة للعديد من ملفات التعاون الاقتصادي.
الاتفاقيات الروسية السعودية والروسية اليونانية وغيرها من التفاهمات واللقاءات التي شهدتها روسيا يؤكد محللون أنها وجهت رسائل دولية مهمة وحاسمة بأن هناك دائما بدائل عن الرأسماليات الغربية.
المزيد من التفاصيل حول الاتفاقيات بين روسيا واليونان وكذلك روسيا والمملكة العربية السعودية في الفيديو التالي:
التفاصيل في التقرير المرفق