وتواصلت خلال العام في مناطق دونباس عملية العسكرية التي تشنها القوات الأوكرانية ضد المنطقة دافعة إياها إلى حافة كارثة إنسانية.
وعلى الرغم من ذلك، تمكنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المعلنتان من طرف واحد من إقامة مؤسساتهما الحكومية الخاصة، وإجراء انتخابات والبدء في دفع المعاشات التقاعدية والرواتب والمعونات الاجتماعية.
وأفرزت هذه الخطوة في الجمهوريتين قيادتين قانونيتين منتخبتين وبرلمانين مستقلين، كما أقر التعامل بعملتين (الروبل الروسي والغريفنا الأوكرانية)، فيما وُجه الإنتاج والخدمات اللوجستية للتعاون مع روسيا.
ويؤكد قادة الجمهوريتين المعلنتين من طرف واحد أنهم تمكنوا خلال عام من تحقيق أقصى النجاحات.
ويحتفل سكان الجمهوريتين بهذا الحدث باعتباره عيدا مميزا، حيث ينتظر أن تشهد شوارع دونيتسك الرئيسة مسيرات بهذه المناسبة يشارك فيها نحو 30 ألفا من ممثلي جميع مدن المنطقة.
يذكر أن البرلمان الأوكراني أزاح في 25 فبراير عام 2014 الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن السلطة في إجراء مخالف للدستور ودعا إلى انتخابات رئاسية مبكرة في 25 مايو/أيار، إلا أن سكان منطقة دونباس لم يعترفوا بالسلطات الجديدة في كييف خاصة وأن الأخيرة جردتهم من حق استخدام اللغة الروسية الأم، فعمت مظاهرات رافضة للانقلاب في عدة أقاليم من جنوب شرق البلاد، وتركزت الاحتجاجات التي شارك فيها مئات الآلاف في أقاليم خاركوفسك ودونيتسك ولوغانسك.
وفيما بعد، تشكلت قوات "الدفاع الذاتي" في المنطقة لمنع وصول العناصر الراديكالية من أنصار السلطات الجديدة في كييف التي حاولت إخماد احتجاجات سكان منطقة دونباس.
وشكل السكان "مجموعات مبادرة" طالبت قادة المنطقة بإجراء استفتاء، إلا أن المبعوثين فشلوا في تحقيق نتائج، وغادرت النخبة السياسية في المجالس المحلية في لوغانسك ودونيتسك المدن، وشرع المحتجون عقب ذلك في السيطرة على المقرات الحكومية.
وبعد اعتماد قانون لإعلان استقلال جمهورية دونيتسك الشعبية من طرف واحد في 7 أبريل عام 2014 وإقرار قانون بشأن سيادة جمهورية دونيتسك الذي أرسى أسس الدولة هناك، تقرر إجراء استفتاء في 11 مايو من العام ذاته.
في المقابل، طالبت كييف المحتجين بإخلاء المباني الإدارية، وتمكنت السلطات من إخماد الاحتجاجات بقوة السلاح في مدينة خاركوف.
وردا على التطورات التي حصلت في دونيتسك ولوغانسك، بدأت كييف في شهر أبريل عملية عسكرية خاصة استخدمت خلالها الطائرات الحربية والمدفعية والعربات المدرعة،و امتنعت عن الاتصال بممثلي الجمهوريتين واصفة إياهم بـ"الإرهابيين".
المصدر: نوفوستي