فالقناعة هناك أن الشرطة تستخدم عنفا مفرطا ضد المشتبه فيهم السود لمجرد كونهم سود البشرة.
إريك غارنر، جون كراوفرد، إزل فورد.. وغيرهم، ضحايا ذوو بشرة سمراء قتلهم رجال الشرطة من دون سبب، أما في إسرائيل فيتعرض جندي في الجيش الإسرائيلي للضرب من قبل الشرطة، أيضا لمجرد أن بشرته سوداء، وفي إسرائيل أيضا يحرق مستوطنون متطرفون فتى حيا لمجرد أن أصوله عربية. هل فعلا ما زالت العنصرية متجذرة في المجتمع الأمريكي، وماذا عن إسرائيل وشعارات الديمقراطية التي تتغنى بها؟ أين هي القيم التي تتغنى بها الولايات المتحدة وإسرائيل؟
لعل مشهد الجندي الإسرائيلي الأثيوبي الأصل، الذي وقع فريسة لبراثن الشرطة والقوات الخاصة الاسرائيلية يبرر ما حدث. لم يجد المتظاهرون سوى العنصرية التي بدت كريهة عليهم وهم جزء من إسرائيل التي نادتهم كأرض للميعاد.
قال المتظاهرون بشعاراتهم لا لعنف الشرطة ضد اليهود السود، وفي أوروبا يقتل اليهود لأنهم يهود وفي إسرائيل، يقتلون لأنهم سود.
ذكر الحادث سريعا بعنصرية مشابهة وقعت وتتكرر بشكل متواتر في الولايات المتحدة من فيرغسون إلى بالتيمور وربما إلى سواها من المناطق المشحونة ببارود التمييز وبشعور الرجل الأبيض المطلق بالتفوق الكوني.
وللمرء أن يتخيل على الفور ماذا لو كان الضحية شابا فلسطينيا، والواقع يقول إن مثل هذه الفرضيات واردة بل وربما محقة طالما أن حواجز إسرائيل العسكرية تنتشر في الضفة الغربية وتقاد من شخصيات تماثل تماما بطلي الفيديو الأخير ممن أوسعا الجندي اليهودي الإثيوبي الضرب المبرح. لكن هناك ثمة اختلاف فالفلسطيني حيث يوجد تطارده إسرائيل بتهمة الإرهاب فتعتقله وتدينه وتقاضيه.
وقد قال إيهود باراك يوما ما عندما كان وزيرا للدفاع إن الجندي الإسرائيلي وهو يطلق النار لا يجب أن يفكر بالمثول أمام محام للدفاع.
كان يريد باراك أن يمنح جنوده حصانة متينة في حروبهم ضد الفلسطينين ومن يؤيدهم، لكن شرطته ربما ترد مواطنيها إلى جذورهم فتصنفهم وفق أبجدياتها للبشر.
تعليق رئيس تحرير صحيفة" رأي الــيوم" عبد البــاري عطــوان من لندن، ومن القدس المحلل السياسي إيلي نيسان: