فناهيك عن ملف الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية الذي شهد نضالا تاريخيا في سبيل نيل الحرية وانتزاع الحقوق، يبرز تطور نوعي في الآونة الأخيرة يتمثل في استهداف مفرط وغير مبرر تجاه الأفارقة الأمريكيين.
بالتيمور التي تعد أكبر مدن ولاية ميريلاند الأمريكية، وتقطنها أغلبية من أصول إفريقية، تشهد أعنف احتجاجات ضد معاملة الشرطة.
شرارة العنف فجرها موت شاب من أصل إفريقي يدعى /فريدي جراي/ عقب إصابة في حبله الشوكي تعرض لها أثناء مطاردة الشرطة له في الثاني عشر من الشهر الحالي، ليفارق الحياة بعد ذلك بأسبوع.
السلطات المحلية التي أعلنت حالة الطوارئ في المدينة بعد أعمال نهب وحرق لمبان ومركبات حكومية، دفعت بتعزيزات من الحرس الوطني الأمريكي للسيطرة على الأوضاع، في حين قال مسؤولون بجهاز الشرطة إن الاحتجاجات وصلت لحد الأعمال الإجرامية.
وزارة العدل الأمريكية قالت إنها تحقق في انتهاكات محتملة بعد إيقاف ستة من عناصر الشرطة، إلا أن الوزيرة لوريتا لينش التي تحدثت بعد ساعات من أدائها اليمين، وصفت احتجاجات بالتيمور بالأعمال الحمقاء مضيفة أنها تقوض السلام في المدينة.
أحداث بالتيمور تعود بالذاكرة إلى أعمال شغب مماثلة شهدتها مدينة فيرغسون بولاية ميزوري العام الماضي. تلك الأحداث تفجرت بعد أن أطلق الضابط الأمريكي دارين ويلسون النار على شاب أعزل من ذوي الأصول الإفريقية يدعى مايكل براون وأرداه قتيلا، بيد أن القضاء برء الضابط الأمريكي فيما بعد رافضا توجيه اتهامات جنائية له.
وعقب الحادثة، كشف تقرير لوزارة العدل الأمريكية النقاب عن سلسلة تصرفات تعسفية في جهازي الشرطة والقضاء ضد الأمرييكين الأفارقة، التقرير أفاد أن الشرطة تستهدفهم بفرض غرامات ورسوم، كما تحدث عن وجود نمط من استخدام القوة المفرطة واعتقالهم بشكل غير قانوني.
في الماضي القريب كانت فيرغسون، واليوم بالتيمور ... أحداث دامية اختلفت في المكان والزمان، لكنها أبقت على قاسم مشترك بينها،، وهم ضحايا أمريكيون من أصول إفريقية.
التفاصيل في التقرير المصور