وألقى سركسيان باللوم على تركيا لافتقارها للإرادة السياسية لإنهاء 100 عام من العداء، قائلا إنه لا ينبغي وجود شروط مسبقة لاستئناف عملية السلام وإنه لن يصر على قبول الأتراك أنهم ارتكبوا عملية إبادة.
وأضاف رئيس أرمينيا خلال تصريحات صحفية أنه "يجب في نهاية اليوم أن نقيم علاقات طبيعية مع تركيا.. وإقامة هذه العلاقات الطبيعية يجب أن يكون بدون أي شروط".
ووقعت أرمينيا التي يبلغ عدد سكانها 3.2 مليون نسمة اتفاقات مع تركيا في أكتوبر تشرين الأول 2009 لاقامة علاقات ديبلوماسية وفتح حدودهما البرية، لكن الاتفاقات أصابها الجمود في برلماني البلدين، واتهم كل طرف الآخر بمحاولة إعادة كتابة النصوص ووضع شروط جديدة.
وتقبل تركيا حقيقة أن مسيحيين أرمن قتلوا بأيدي القوات العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى لكنها تنفي حدوث أي هجوم ممنهج على المدنيين يرقى إلى اعتباره إبادة جماعية، وهذه الأحداث قضية بالغة الحساسية في تركيا.
وستجري مراسم إحياء الذكرى المئوية لإبادة الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى الجمعة في 24 أبريل/نيسان في يريفان".
تركيا تحذر النمسا وتستدعي سفيرها من فيينا
من جهتها، حذرت تركيا النمسا من تدهور العلاقات بين البلدين بعد وصف البرلمان النمساوي أعمال قتل للأرمن عام 1915 بأيدي العثمانيين بالإبادة الجماعية.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان "هذا الإعلان... أثار غضبنا الشديد.. نرفض هذا النهج المنحاز من جانب البرلمان النمساوي الذي يحاول إعطاء الآخرين دروسا في التاريخ، وهو أمر لا مكان له في عالم اليوم".
وأضافت الوزارة "من الواضح أن هذا الإعلان.. سيكون له تأثيرات سلبية دائمة على علاقات تركيا والنمسا".
وقد استدعت تركيا سفيرها من فيينا للتشاور بسبب هذا الإعلان وهو واحد ضمن عدد من القرارات من جانب مؤسسات وبرلمانات أجنبية مع اقتراب ذكرى مرور مئة عام على مجزرة الأرمن.
وكان أعضاء البرلمان النمساوي وقفوا الأربعاء دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا "إبادة الأرمن".
وتعتبر هذه الخطوة سابقة من نوعها فى تاريخ هذا البلد الذي كان فى ما مضى حليفا للسلطنة العثمانية والذي لم يسبق أن استخدم رسميا هذا التعبير في وصف تلك المجازر.
في وقت سابق هذا الشهر وصف البابا فرنسيس أيضا "مذبحة الأرمن" بأنها إبادة ما دفع تركيا إلى استدعاء مبعوث الفاتيكان للاحتجاج واستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان للتشاور، كما طالب البيت الأبيض الأمريكي مجددا باعتراف "كامل وصريح وعادل" بالمجازر التي تعرض لها الأرمن في عهد السلطنة العثمانية متحاشيا وصف تلك الأحداث بالإبادة الجماعية، كما تبنى البرلمان الأوروبي في جلسة خاصة له قرارا فيه يحث تركيا على الاعتراف بإبادة الأرمن في الدولة العثمانية عام 1915.
المصدر: وكالات