مباشر

الموت الأسود يداهم اليرموك

تابعوا RT على
أجهضت سيطرة مسلحي "داعش" على معظم أحياء مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق جهودا بذلت لتحييده وتجنيبه ويلات الاقتتال، وأضافت موتا أسود إلى المجاعة التي ما انفكت تتناهشه.

تتوالى فصول مأساة اليرموك وتزداد ظروف المعيشة داخله قسوة مع احتدام الاشتباكات داخل أحيائه بين مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" وحلفاء لهم من "جبهة النصرة" ومقاتلي تنظيمات متشددة منافسة يتقدمها تنظيم "أكناف بيت المقدس" منذ اجتياحه الأربعاء الماضي في أول بروز لتنظيم "الدولة" المتطرف والعنيف على مشارف العاصمة السورية دمشق.

وهكذا، تحول مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين مجددا إلى ساحة حرب ضروس بين تنظيمات متشددة، كل منها يحاول القضاء على منافسيه ليبقى وحده بين أطلال المخيم كي يرفع من أسهمه ونفوذه ويتيح لنفسه فرصة تهديد العاصمة دمشق.

وكانت الخارجية السورية بعثت الخميس 2 أبريل/نيسان رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن قالت فيها إن دخول مسلحي "داعش" بالتواطؤ مع "جبهة النصرة" إلى مخيم اليرموك يهدف إلى إسقاط اتفاق المصالحة المحلية الذي كان مقررا توقيعه الجمعة 3 أبريل.

وتفيد معلومات نشطاء المعارضة السورية بوجود نحو 20 ألف شخص في اليرموك معظمهم من الفلسطينيين بينهم حوالي 3000 مسلح يتوزعون على تنظيمات "جبهة النصرة" و"أكناف بيت المقدس" و"أحرار الشام" وفصائل أخرى صغيرة العدد.

وتقدر الأمم المتحدة بدورها سكان المخيم في الوقت الحالي بنحو 18 ألف شخص "محاصرين داخل المخيم وليس لديهم سوى سبل محدودة للوصول إلى الغذاء والماء. وليس هناك كهرباء في المخيم، ومعظم المدنيين لا يستطيعون تلبية الاحتياجات الأساسية كالرعاية الصحية ومستلزمات الأسرة والسكن الملائم والتدفئة".

قاسى من بقي من سكان اليرموك من مرارة الحرمان وشظف العيش، وباتت لقمة الخبز عسيرة المنال منذ أن اجتاحه العنف والاقتتال وضرب الحصار حوله أطنابا، وانتشرت في فترات عدة مظاهر للمجاعة وشبحها المرعب.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" إن لاجئين فلسطينيين في اليرموك أبلغوها في يناير الماضي أنهم يتناولون وجبة طعام واحدة في اليوم، وكشف أحدهم أن أبناءه يفطرون على الفجل والخضراوات، إن وجدت، بدلا من الحليب أو الخبز.

يضاف إلى كل ذلك، توقف إمدادات المياه منذ سبتمبر الماضي، واعتماد السكان على الآبار، ما تسبب بتفشي الكثير من الأمراض الخطيرة.

وتقول "الأونروا" إنها منذ ديسمبر الماضي قامت بتوزيع 36 طردا غذائيا فقط على سكان المخيم، فيما تتطلب تلبية الحد الأدنى من الإمدادات الغذائية توزيع 400 طرد غذائي يوميا!

وطالبت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في هذا الصدد بوقف فوري للأعمال العدائية المسلحة في اليرموك وما حوله، داعية جميع الأطراف إلى حماية المدنيين ومنح الأولوية القصوى لتأمين احتياجاتهم الإنسانية.

وقال بيير كرينبول المفوض العام للأونروا خلال زيارة قام بها إلى المخيم في آذار الماضي "إن الصعوبات الشديدة التي يواجهها لاجئو فلسطين في اليرموك وفي أماكن أخرى في سوريا نتيجة للنزاع المسلح تعد من وجهة النظر الإنسانية أمرا غير مقبول".

لم يبق في الوقت الراهن من بين 160 ألف شخص كانوا يعيشون بين جنبات مخيم اليرموك إلا نسبة قليلة، فيما تحولت أحياؤه التي عمّرتها أجيال من اللاجئين الفلسطينيين وملأتها بالحياة إلى أطلال وركام.

يذكر أن مخيم اليرموك تأسس عام 1957 على مساحة من الأرض تزيد عن 2 كيلومترين مربعين، ويبعد عن وسط العاصمة دمشق مسافة 8 كيلومترات فقط، وأصبح مع مرور الوقت أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين في سوريا.

وكان اليرموك يحتوي حسب بيانات الأمم المتحدة على 28 مدرسة تعمل على فترتين، إضافة إلى مركز لتوزيع الغذاء و3 مراكز صحية.

المصدر: وكالات

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا