وانطلقت المسيرة الساعة 11 بتوقيت تونس من ساحة باب سعدون وسط العاصمة لتسلك شارع 20 مارس، متجهة إلى ساحة باردو قبالة مجلس النواب التونسي حيث انتهت عند مدخل متحف باردو المجاور له.
وقررت الرئاسة التونسية بعد الاعتداء المسلح الذي استهدف متحف باردو الأربعاء 18 مارس/آذار وخلف 23 قتيلا بينهم 20 سائحا، تنظيم مسيرة دولية تنديدا بالإرهاب بمشاركة رؤساء الدول والحكومات التي ساندت تونس ضد الإرهاب، إلى جانب التونسيين في مسيرة شعبية.
وتقدم المسيرة إلى جانب الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والبولندي برونيسلاف كوموروفسكي والفلسطيني محمود عباس والغابوني علي بانغو ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي والجزائري عبد المالك سلال.
وشارك في المسيرة وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير ووزير خارجية أسبانيا إلى جانب رئيس البرلمان الفرنسي كلود برتولون ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية اليزابيث ايجو والمفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية.
كما سجلت المسيرة حضور المفوضة الأوروبية للشؤون الخارجية فيديريكا موغيريني، ورئيس البرلمان العربي أحمد الجروان وعدة شخصيات برلمانية أخرى.
هولاند يدعو المجتمع الدولي إلى الاتحاد في مكافحة الإرهاب
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المجتمع الدولي الى توحيد قواه في مكافحة الارهاب، وذلك في كلمة ألقاها خلال المسيرة في متحف باردو بالعاصمة التونسية.
وقال هولاند بعد أن شارك في المسيرة، "علينا جميعا أن نكافح الإرهاب"، مؤكدا أن "الإرهاب أراد ضرب تونس البلد الذي دشن الربيع العربي والذي أنجز مسارا مثاليا في مجال الديمقراطية والتعددية والدفاع عن حقوق المرأة".
وأضاف "لدينا تعاون مع تونس في مجال الاستخبارات والأمن سنعززه لأننا متضامنون عند المحن ومن أجل منع كل الأعمال الإرهابية التي يمكن أن تعد لها مجموعات متعصبة".
أنغيلا ميركل أبرز الغائبين
كان من المقرر أن تشارك المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في المسيرة الدولية ضد الإرهاب في تونس، لكنها اعتذرت عن الحضور في مكالمة هاتفية أجرتها مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بسبب حادثة الطائرة الألمانية، حسبما أعلنت الرئاسة التونسية.
وجاءت مسيرة تونس على خطى مسيرة "الجمهورية" في باريس ضد الإرهاب بعد اعتداء "شارلي إيبدو" في الـ 7 يناير/كانون الثاني الذي راح ضحيته 12 قتيلا بينهم رساما كايريكاتور من الصحيفة الساخرة.
وأعيد فتح متحف باردو بصفة رسمية الثلاثاء 17 مارس/آذار للعموم بحضور سياسيين وضيوف أجانب وإعلاميين، وأعلنت متحدثة باسم المتحف أنه سيجري تدشين نصب تذكاري يخلد ضحايا الهجوم الإرهابي في مسيرة تونس .
وهزت عملية باردو قطاع السياحة الذي يعيل 10% من التونسيين ويوفر آلاف فرص العمل. ويدر القطاع ما بين 18 و20 % من دخل تونس من العملات الأجنبية، وقد ألغى 3000 شخص حجوزاتهم إلى تونس.
وتعتبر عملية "باردو" من أسوأ العمليات الإرهابية في تونس ذلك أنها حصلت في وسط العاصمة، بينما كانت أغلب الاعتداءات الإرهابية تتركز في السابق على مواقع جبلية كجبل الشعانبي، وجبل السلوم على الحدود مع الجزائر، إضافة إلى ازياد المخاوف من عودة المقاتلين التونسيين من سوريا والعراق، والذين يقدر عددهم بـ3000 جهادي، علما أن تونس في مقدمة الدول المصدرة للجهاديين إلى تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.
تعليق الصغير الزكراوي أستاذ القانون العام والعلاقات الدولية بالجامعة التونسية
المصدر: وكالات