وقد سجي جثمان نيمتسوف في مركز ساخاروف، وهو مركز فعاليات اجتماعية وحقوقية، حيث شارك في مراسم تشييعه آلاف المواطنين الروس، بالإضافة إلى دبلوماسيين وسياسيين أجانب، قبل نقله إلى مقبرة ترويكوروفسكايا حيث تمت وري الثرى.
وجرت المراسم بمشاركة عديد من زملاء نيمتسوف وأنصار أفكاره من ممثلي التيارات الليبرالية، إضافة إلى مسؤولين حكوميين، من بينهم سيرغي بريخودكو، نائب رئيس الوزراء الروسي، ونيكولاي فيودوروف وزير الزراعة الروسي. وكان رئيس الوزراء دميتري مدفيديف قد أعرب عن تعازيه لذوي السياسي الروسي الراحل.
هذا، وقتل في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي بأربع طلقات في الظهر، على أحد جسور نهر موسكو، وذلك على بعد 200 متر فقط من سور الكرملين، وقبل يوم واحد من خروج تظاهرة كان هو من كبار منظميها، ما أثار الشكوك بشأن دوافع القتل، ومصلحة من يقف وراءه.
تجدر الإشارة إلى أن نيمتسوف عمل في تسعينيات القرن الماضي في الحكومة الروسية في عهد الرئيس الراحل بوريس يلتسين، حيث شغل مناصب وزارية عدة بينها نائب رئيس الحكومة. وفي 1999 وحتى 2003 كان نائبا في مجلس النواب (الدوما) الروسي.
وبعد مغادرته البرلمان عام 2004 أسس نيمتسوف عددا من الحركات المعارضة، بينها حركة "سوليدارنوست" (التضامن) الليبرالية. وكان له دور بارز في مظاهرات احتجاجية نظمتها المعارضة الليبرالية المناهضة لنهج الرئيس فلاديمير بوتين بعد الانتخابات البرلمانية عام 2011 والرئاسية عام 2012.
ومنذ عام 2012 كان نيمتسوف أنه كان أحد حزب حرية الشعب – الحزب الجمهوري الروسي، إلى جانب شغله نائبا في المجلس التشريعي لمقاطعة ياروسلافل (وسط روسيا) وكونه رجل أعمال أيضا.
ومنذ اغتياله أولت السلطات الروسية أهمية بالغة للكشف عن ملابسات هذه الجريمة، نظرا لخصوصية مكان ارتكابها وأخذا بعين الاعتبار أن أوساطا معادية لروسيا خارج البلاد أسرعت في استغلال الحادث لإثارة شبهات حول وجود "يد للكرملين" وراء الجريمة.
ووعدت السلطات بدفع جائزة قدرها 3 ملايين روبل (حوالي 50 ألف دولار) مقابل أي معلومة تساعد على كشف الجريمة.
وتنظر لجنة التحقيقات الروسية في فرضيات عدة لدوافع اغتيال نيمتسوف، من بينها "الاستفزاز السياسي" من أجل زعزعة الاستقرار في البلاد، وجريمة ارتكبها متطرفون إسلاميون انتقاما من موقف نيمتسوف الداعم لمجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية، وعلاقة الجريمة بالأحداث الأوكرانية، علما لموقف نيمتسوف المنحاز لسلطات كييف في الأزمة الأوكرانية، وذلك إلى جانب فرضيات أخرى كدوافع شخصية أو خلافات متعلقة بنشاطات نيمتسوف المالية.
ومن الأخبار الأخيرة المتعلقة بسير التحقيق عثور الخبراء على مسدس تم قتل السياسي بواسطته وألقي في النهر بعد ارتكاب الجريمة.
المصدر: RT + وكالات