وقال لافروف في تصريح لقناة "فرانس 24" نشر الثلاثاء 16 ديسمبر/كانون الأول ردا على سؤال بهذا الخصوص: "لدي أسباب جدية للاعتقاد بأن هذا صحيح"، مضيفا أن بعض الساسة (في الغرب) لا يخفون ذلك.
وتعليقا على مشروع القانون الأمريكي الذي وافق عليه الكونغرس، والذي ينص على إمكانية فرض عقوبات إضافية على روسيا، قال لافروف إن روسيا ستتخذ خطوات جوابية تبعا لتطور الأمور، مشيرا إلى أنه يجب انتظار توقيع الرئيس باراك أوباما على المشروع.
ووصف الوزير العقوبات بأنها "دليل على الانزعاج، وليست من أدوات السياسة الجدية"، مشيرا إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي فرض العقوبات على روسيا كان غير منطقي إذ اتخذ في اليوم التالي بعد توقيع بروتوكول ميسنك حول التسوية في أوكرانيا.
وتابع قائلا: "إذا كان ذلك خيار أوروبا، ورد فعلها على التطورات الإيجابية، فيمكنني القول إننا كنا نبالغ في تقدير مدى استقلال الاتحاد الأوروبي في سياسته الخارجية".
واستبعد سيرغي لافروف إمكانية انهيار الاقتصاد الروسي بسبب العقوبات، مؤكدا أن روسيا ستتمكن من تجاوز تداعياتها، وستكون أقوى مما كانت من قبل.
لافروف: موسكو تؤيد وحدة أراضي أوكرانيا
وفي معرض حديثه عن الوضع في أوكرانيا، أكد لافروف أن روسيا تؤيد وحدة أراضي أوكرانيا. وجدد رفضه للاتهامات الغربية لموسكو بأنها تخوض عمليات قتالية في شرق أوكرانيا، مشيرا إلى أن من يتهمون روسيا بذلك لم يوردوا أي وقائع، كما كان الحال مع كارثة "بوينغ" الماليزية في أوكرانيا والاتهامات الموجهة إلى روسيا بهذا الخصوص.
وردا على سؤال حول انضمام القرم إلى روسيا وامكانية تحقيق نفس السيناريو في شرق أوكرانيا، أكد لافروف أن حالة القرم كانت فريدة، وأن القرم هي أرض روسية، وعودتها إلى الحضن الروسي جاءت استجابة لإرادة السكان.
وتعليقا على احتمال قيام سلطة لامركزية ونظام اتحادي في أوكرانيا أو منح مناطق شرق البلاد حكما ذاتيا، قال لافروف إن هذا الأمر يجب أن يبت فيه الأوكرانيون بأنفسهم. وشدد على ضرورة الحوار بين ممثلي كافة الأقاليم وكافة القوى السياسية حول طريقة انتخاب المسؤولين المحليين وتوزيع الضرائب وشؤون اللغة والأعياد وغيرها.
وأشار إلى أن أوكرانيا ستواجه مزيدا من الصعوبات في حال بقيت قضية الإصلاح الدستوري بدون حل.
لافروف: وقف إطلاق النار في أوكرانيا قائم رغم بعض الحوادث
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن وقف إطلاق النار هو "أولوية مطلقة"، ولا يمكن السماح باستمرار سقوط القتلى. وفي الوقت نفسه يحتاج السكان إلى تهئية الظروف الملائمة للعيش، ولذلك يجب مناقشة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، واستئناف التعامل الاقتصادي بين المناطق الشرقية وبقية الأراضي الأوكرانية.
ولفت لافروف إلى أن وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا، حسب تقرير مراقبي منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، لا يزال قائما رغم وقوع بعض الحوادث. وأضاف أن نشر القوات الحكومية الأوكرانية في المناطق الشرقية يثير قلقا، لكن منظمة الأمن والتعاون أكدت سحب المدفعية الثقيلة بشكل عام.
تعليق مراسلنا في موسكو
تعليق الخبير في معهد مشكلات الأمن الدولي الكسي فينينكو، والباحث في معهد واشنطن ديفيد بولوك
المصدر: RT