وأكد التقرير الذي قامت بإعداده لجنة من مجلس الشيوخ الأمريكي واستغرق 4 سنوات بميزانية تقارب 40 مليون دولار أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لجأت إلى أساليب عنيفة وغير فعالة خلال استنطاق محتجزين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر/ أيلول.
وذكر التقرير أنه " بعد دراسة 20 حالة " تأكد أن التعذيب الذي مارسته وكالة الاستخبارات على محتجزين لم يخلص إلى نتائج إيجابية، وكان له أثر عكسي".
وأشار التقرير كذلك إلى أن "تقنيات الاستجواب التي استخدمتها " سي أي إيه" لم تساعد في أي وقت من الأوقات في الحصول على معلومات مؤكدة بوجود تهديدات إرهابية".
كما أفاد التقرير أن بعض " المعلومات التي كانت تفيد بوجود هجمات مدبرة بقنابل عن بعد زعمت الوكالة أنها حصلت عليها بعد عمليات الاستنطاق، كانت مغلوطة".
واتهم التقرير وكالة الاستخبارات بالكذب على الجميع حول نجاعة برامجها للاستنطاق بمن فيهم مجلس الشيوخ والبيت الأبيض، مشيرا إلى أن" "سي أي إيه" ادعت أن برامجها للاستنطاق مكنت من الحفاظ على الأرواح، غير أنه ثبت العكس، كما أن التقنيات المستخدمة كانت عنيفة والوكالة كذبت خلال تقديمها تقريرا حول أساليب الاستنطاق المتبعة".
ومن بين تقنيات التعذيب التي كشف عنها التقرير، تقنية "الإغراق" حيث أكدت اللجنة أن أغلبية المعتقلين بعد أحداث الـ 11 من سبتمبر عذبوا بهذه التقنية وأبرزهم خالد الشيخ محمد أحد أبرز قادة القاعدة، والذي أكد التقرير أنه كان قريبا من الموت بعد خضوعه للإغراق.
وذكر التقرير أن "سي أي إيه" لجأت لحرمان المعتقلين من النوم لأيام عديدة، كما كان يتم تهديد جميع المحتجزين بالقتل إن لم يدلوا بمعلومات مهمة.
لجنة التحقيق من مجلس الشيوخ خلصت أيضا إلى أن وكالة الاستخبارات الأمريكية لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية للقيام بتحقيقات مع المعتقلين بعد أحداث الـ 11 سبتمبر، كما شددت على أن الأساليب المتبعة في التحقيقات لم توافق عليها لا وزارة العدل الأمريكية ولا إدارة "سي أي إيه".
ومن أبرز الخروق التي بينها التقرير احتجاز عدد من الأفراد دون توجيه أي تهمة لهم، بالإضافة إلى احتجاز عدد آخر لأسباب غير واضحة، وعدم متابعة الأشخاص المتورطين في هذه التجاوزات القانونية، كما أوضح التقرير أن "سي أي إيه" تجاهلت تقارير داخلية دعت في أكثر من مرة إلى إعادة النظر في أسباب الاعتقال والتعذيب.
وخلص التقرير إلى أن أساليب "سي أي إيه" مست بقيم وسمعة الولايات المتحدة في العالم، وخلفت أضرارا مادية ومعنوية للأمن القومي الأمريكي.
أوباما ينتقد "سي أي إيه" بعد التقرير
وانتقد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الطرق التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية وبرامج الاستجواب القسرية التي ذكرها تقرير التعذيب الصادر عن الكونغرس الأمريكي.
وأشار بيان للرئيس الأمريكي إلى أن "التقرير يوثق برامج وتقنيات مقلقة حول الوسائل المستخدمة في برامج استجواب المشتبه بهم بقضايا إرهابية في منشآت سرية خارج أمريكا وأن هذه الوسائل لا تتماشى مع قيمنا."
وأضاف أوباما "هذه الأساليب لم تخدم جهودنا في مكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي وجعلت من مهمة متابعة مصالحنا حول العالم أصعب".
كاميرون: تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي يضر بصورة الولايات المتحدة
من جانبه أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تعليقه على تقرير مجلس الشيوخ، أن التقرير يضر بصورة الولايات المتحدة وقيمها.
كما أكد كاميرون عقب لقائه نظيره التركي أحمد داود أوغلو في أنقرة أن "التعذيب خاطئ، وسيبقى على الدوام أمرا مخالفا للصواب".
وأضاف كاميرون " أن التقرير يمس بالقيم الأخلاقية للولايات المتحدة وبحربها ضد الإرهاب".
مراسلة قناة RT في واشنطن:
مدير مكتب صحيفة القدس في واشنطن
المصدر: RT + وكالات