وقال جينتيلوني في تصريح تلفزيوني الجمعة 5 ديسمبر/كانون الأول نحن "فقط مع تدخل عسكري يهدف إلى إحلال السلام، وتأكيدا لمسيرة السلام" في ليبيا، مضيفا أن "التدخل قبل ثلاث سنوات للإطاحة بنظام معمر القذافي كان خطأ"، لأنه "تم من دون التفكير بما سيأتي في المرحلة التالية، ومن دون فتح طريق لإعادة بناء الدولة".
يذكر أن وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني أعلن الأربعاء 26 نوفمبر/تشرين الثاني أن ليبيا على حافة الانهيار، مشيرا إلى أن قوات بلاده جاهزة لمساعدة هذا البلد في حال طلبت منها ذلك الأمم المتحدة.
واشترط وزير الخارجية الإيطالي لمثل هذه الخطوة أن "يسبقها بدء عملية تفاوض تمهد لانتخابات جديدة، تضمنها حكومة حكيمة، والتي في غيابها، لن يؤدي ظهورنا بالبزة العسكرية إلا الى المجازفة بمزيد من سوء الأوضاع"، مضيفا "نحن نعمل بالتعاون مع بلدان المنطقة والأمم المتحدة".
وأشار جينتيلوني إلى أن ليبيا انقسمت إلى قسمين في برقة وطرابلس، موضحا انه "يجب أن نعرف أن أيا من الطرفين لا يستطيع أن يسيطر عسكريا على الآخر".
ولفت إلى أن "المصرف المركزي الليبي يواصل العمل، ويدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية ضمن حدود الدولة، باستخدام عائدات النفط والغاز، التي لا تزال تدفعها (شركة إيني الايطالية للنفط والغاز) أيضا".
وخلص رئيس الدبلوماسية الإيطالية إلى القول "لن نستسلم أمام ذوبان ليبيا، وسنكون عنصرا فعالا في تحديد مسيرة انتقال سياسية وحدوية، نُخضِع لها أي حضور عسكري محتمل لحفظ السلام".
يذكر أن ليبيا كانت مستعمرة إيطالية منذ عام 1911 إلى عام 1943 ، كما أن لها مصالح تجارية ضخمة بخاصة في مجال الطاقة حيث تستحوذ شركة إيني العملاقة على حصة كبيرة من النفط والغاز الليبيين، إضافة إلى القرب الجغرافي وما تمثله ليبيا من أهمية استراتيجية بساحلها الطويل على البحر المتوسط، وعلاقتها بمشكلة الهجرة غير الشرعية نحو الجزر الإيطالية لكونها قاعدة إنطلاق لقوارب الباحثين عن حياة أفضل. وهي مشكلة حساسة بالنسبة لإيطاليا، تفاقمت بتفكك الدولة وانهيار مؤسساتها بعد سقوط نظام القذافي عام 2011.
المصدر: RT + "آكي"