وكخطوة أولى في هذا المسار تمت مصادرة جوازي السفر للفنانين الموهبين، وذلك لمشاركتهما في البرنامج في لبنان، الذي يصنف رسميا في تل أبيب "ضمن الدول المعادية لإسرائيل".
لكن حلم منال موسى وهيثم خلايلة بالغناء وتحقيق النجاح في هذا المجال والخروج من إطارهما المحلي للفضاء العربي، دفعهما إلى المشاركة في التصفيات الأولية برام الله في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومنها انتقلا برا إلى الأردن ومن ثم إلى لبنان عبر الجو.
من جانبه علق وهيب خلايلة، والد هيثم، على مشاركة ابنه في المسابقة واصفا إياها بالفرصة بالنسبة لابنه، وأنها فرصة أيضا بالنسبة للعرب وللعالم كي يسمعوا صوته كممثل للفلسطينيين المتمسكين، بأرضهم كما قال.
هذا وسحبت السلطات الإسرائيلية جوازي سفر منال وهيثم على أن يستغرق تنفيذ هذا الإجراء 3 أشهر، إلا أن جمعيات ناشطة في مجال حقوق الانسان نجحت بإعادة جوازي السفر لصاحبيهما في أيام، علما أن القانون الإسرائيلي يجرم كل مواطن يزور بلدا عربيا ويعرضه لخطر العقوبة بالسجن لـ 4 سنوات.
الجدير بالذكر أن التصويت لمنال موسى وهيثم خليل من داخل إسرائيل محظور، ما يعني أنه يتوجب على كل من يرغب بمنح صوته لأي منهما أن يقصد الضفة الغربية واستخدام رقم هاتف محلي لذلك.
التواصل الفني بين "فلسطينيي 48" وزملائهم العرب شبه معدوم...
يعكس الفنانان الشابان هيثم خلايلة ومنال موسى حالة الفنانين العرب داخل ما يُعرف بالخط الاخضر، ويمثلان حلقة في سلسلة من انعدام التواصل بين الفن العربي داخل اسرائيل من جانب وممثلي الفن في العالم العربي ككل، وذلك بسبب الجنسية الإسرائيلية التي تفرض نفسها كواقع يتجنب الفنانون العرب التعامل معه، وذلك خشية اتهامهم بالتطبيع.
فعلى سبيل المثال اتهم الممثل المصري نور الشريف بدعوته للتطبيع مع إسرائيل، وذلك بعد مطالبته القائمين على الفن والفنانين في مصر بالتعاون الثقافي والفني مع مواطني إسرائيل العرب (عرب 48 كما يُطلق عليهم في الإعلام العربي)، منوها إلى أن هؤلاء في نهاية المطاف عرب "يحملون هويات إسرائيلية غصبا عنهم، ولكنهم يستحقون فرصة اثبات الوجود.
وقد أيد هذه المبادرة العديد من الفنانين والنقاد المصريين الذين طالبوا كذلك بتفعيل قرار اتخذه اتحاد النقابات الفنية منذ عشرات السنين بالتواصل والتفاعل مع الوسط العربي في إسرائيل، ومن هؤلاء رئيس الاتحاد، الموسيقار هاني مهنا الذي قال إن "هناك مجموعة من عرب 48 تتفق أهواؤهم معنا تماما ويعشقون الفن المصري ويقدرون اتجاهاته".
كما أعرب عن تأييد مبادرة الفنان نور الشريف المخرجان داود عبد السيد وعمر عبد العزيز والناقدان السينمائيان الشهيران وليد سيف وطارق الشناوي.
يُشار إلى أن الراغبين بالتواصل مع الفنانين الفلسطينيين ممن يحملون جواز السفر الإسرائيلي يلجأون إلى حلول تطرحها التقنية الحديثة لتحقيق هذا الهدف، كتعويض "ولو مؤقت" عن التواصل المباشر معهم، بحسب وصف هؤلاء.
في هذا الإطار يُشار إلى إعلان عن حفل المغنية الفلسطينية ريم بنا في سينما "الزهراء" في دمشق في عام 2009، وذلك عبر الانترنت، لتحيي الفنانة النصراوية هذا الحفل بصحبة فرقة موسيقية يتقدمها زوجها، عازف الغيتار ليونيد ألكسيينكو، وليتم بذلك تجاوز الحاجز بين ريم ومحبي فنها في سوريا، علما أن هذا الحاجز لا يزال قائما بين "عرب 48" والسواد الأعظم من الجمهور العربي.
لكن ثمة من يرى أن جواز السفر الأجنبي قد يكون أحد الحلول التي تساعد في التواصل بين الفلسطينيين داخل اسرائيل وزملائهم العرب، وهو ما سمح للمخرج الفلسطيني هاني ابو أسعد حامل الجنسية الهولندية بالتواجد والمشاركة في مهرجانات وفعاليات في بلدان عربية.
المصدر: RT + "إندبندنت" + "اليوم السابع"