مباشر

أفغانستان وأوكرانيا في صدارة قمة الناتو في ويلز

تابعوا RT على
تصدر الملف الأفغاني والأزمة الأوكرانية أجندة قمة حلف شمال الأطلسي التي افتتحت يوم الخميس 4 سبتمبر/أيلول في بلدة نيوبورت بويلز.

وفي كلمة وجهها إلى زعماء الدول الـ28 الأعضاء في الحلف اعترف أمينه العام أندرس فوغ راسموسن بأن "رسالة الناتو في أفغانستان هي الأكثر صعوبة في تاريخه". وأثنى على ما وصفه بنجاحات الناتو في توجيه "ضربة للإرهاب الدولي" في البلاد وبناء قوات الأمن الأفغانية، ناهيك عن حديثه عن "تقدم" حققته أفغانستان، بحسب راسموسن، في مجالات التعليم والطب وحقوق الإنسان.

من الملفت للنظر أن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي فضل عدم الذهاب إلى نيوبورت، وكلف وزير دفاعه بتمثيل بلاده في قمة ويلز. غياب لا يخل من دلالة علما أن الغموض الكامل حول نتائج الانتخابات الرئاسية الأفغانية لا زال يمنع الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إعلان نجاح "عملية الانتقال الديمقراطي" في أفغانستان.

راسموسن: الوقت ضيق

وما أخطر من ذلك هو الغموض السائد حول آفاق توقيع كابل اتفاقية مع واشنطن بشأن تمديد مدة تواجد القوات الأجنبية في الأراضي الأفغانية، وذلك رغم إصرار البنتاغون على عقد اتفاقية أمنية ثنائية بحلول شهر سبتمبر الحالي.

وليس صدفة أن راسموسن حث المتنافسين على رئاسة أفغانستان، عبد الله عبد الله وأشرف غني، على توقيع الاتفاقية قبل انسحاب قوات الحلف من البلاد. وشدد الأمين العام بهذا الخصوص على أن "الوقت ضيق علينا.. ويجب أن نعرف منذ الآن ما إذا كانت الحكومة الأفغانية ستوقع على الاتفاقيات الأمنية الضرورية، لأن ذلك يعد شرطا مسبقا لوجودنا في أفغانستان بعد عام 2014".

الأزمة الأوكرانية

جاء بحث القمة لموضوع دور الناتو في حل الأزمة الأوكرانية بعد يوم من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقترحاته لحل النزاع المسلح في جنوب شرق البلاد، إلى جانب ورود أنباء واعدة عن نتائج مكالمته الأخيرة مع نظيره الأوكراني بيوتر بوروشينكو.

مبادرة لم تغب عن اهتمام حلف شمال الأطلسي الذي أعلن، على لسان أمينه العام، أنه سيدعم "كل محاولة لإيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية". بيد أنه جدد موقف الناتو المعروف الداعم لمزاعم كييف عن وجود قوات روسية في أوكرانيا ومشاركتها في المواجهات بين مقاتلي "الجمهوريتين الشعبيتين" في جنوب شرق البلاد والعسكريين الأوكرانيين.

لم يكن مفاجئا أن أعربت القمة عن دعم الناتو الكامل لأوكرانيا ولرئيسها بيوتر بوروشينكو الذي حضر القمة بصفته مدعوا.

الحلف لن يقوم بتسليح أوكرانيا، لكن..

لقد أعلن راسموسن نية الناتو تقديم مساعدات لكييف بقيمة حوالي 15 مليون يورو، فضلا عن تعهدات بعض الدول الأعضاء بمنح أوكرانيا مساعدات مالية وأخرى على المستوى الثنائي، وذلك لتمويل تحديث القوات المسلحة الأوكرانية في مختلف المجالات.

أما فيما يتعلق بتوريدات الأسلحة لأوكرانيا فجدد راسموسن أن الحلف كمنظمة لا يملك "قوات ووسائط عسكرية" ضرورية لذلك، موضحا أن اتخاذ قرارات بهذا الشأن يعود إلى كل عضو في الناتو على حدة.

بالتالي فقد أبقى الحلف الباب مفتوحا على تسليح أوكرانيا من ترساناته بصورة "غير مباشرة"، الأمر الذي يفتح أمام جهات مهتمة بذلك إمكانيات واسعة. فقد أكد الأدميرال فيليب بريدلاف، رئيس أركان قوات الناتو المشتركة في أوروبا أن دولا أعضاء كثيرة في الحلف تدرس خيارات تزويد أوكرانيا بالأسلحة وبالتقنيات العسكرية.

إيطاليا تحذر

دعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رونزي الناتو إلى الحذر في تعاطيه مع الأزمة الأوكرانية. وإذا كان رينزي قد اعترف بأن للحلف "دورا خاصا" في التسوية، إلا أنه حذر من خطورة تحوله إلى "عامل مزعج إضافي" في البلاد.

العلاقات مع روسيا

على الرغم من الأزمة الأسوأ التي تشهدها العلاقات بين موسكو والحلف بسبب الأحداث في أوكرانيا، لم تتناول القمة في اليوم الأول من أعمالها موضوع إلغاء المعاهدة الأساسية التي عقدتها روسيا والحلف عام 1997 والتي تحدد العلاقات الثنائية حتى يومنا هذا.

يشار إلى أن التوجه نحو "تشديد" موقف الناتو إزاء روسيا لا يعني استعداد جميع الدول الأعضاء لـ"حرق الجسور" مع موسكو. وفي مقدمة معارضي هذا النهج المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي جددت في نيوبورت موقفها الرافض لإلغاء معاهدة عام 1997، قائلة إن "باب الحوار مع موسكو يجب أن يبقى مفتوحا".

تعليق نائب رئيس تحرير صحيفة الغد الروسية الخبير في الشؤون العسكرية فلاديسلاف شوريغين من موسكو، ومن كييف المحلل السياسي أوليغ سوسكين:

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا