حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن العملية العسكرية التي تجريها سلطات كييف في شرق البلاد باتت تتحول الى حملة إرهاب لسكان البلاد، ولا تساعد في توفير الظروف اللازمة لبدء حوار وطني.
وقال لافروف الاثنين 19 مايو/أيار في مؤتمر صحفي مع نظيره السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك إن مواقف موسكو وبراتيسلافا متطابقة حول ضرورة وضع حد لأعمال العنف في أوكرانيا وبدء حوار شامل داخل أوكرانيا تشارك فيه جميع الأقاليم، وذلك من أجل التوصل الى مصالحة وطنية وتوفير ظروف لإجراء إصلاح دستوري حقيقي يأخذ بالحسبان مصالح جميع المكونات الإثنية والسياسية.
وشدد الوزير الروسي على ضرورة تطبيق "خريطة الطريق" التي أعدتها سويسرا بصفتها الرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأردف قائلا: "لا تساعد العملية القمعية واستخدام الجيش ضد السكان في توفير الظروف لبدء حوار وطني حقيقي في أوكرانيا من أجل الاتفاق بشأن المصالحة الوطنية وإصلاح دستوري يقبله الجميع. ولذلك نصرّ على أن تكون الخطوة الأولى غير المشروطة هي إيقاف ما يطلق عليه "عملية مكافحة الإرهاب" التي باتت تتحول الى حملة لإرهاب مواطني أوكرانيا بسبب معتقداتهم السياسية".
وشدد لافروف على أن ذلك سيتناسب تماما مع بيان جنيف الصادر في 17 أبريل/نيسان ومع "خريطة الطريق" لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. ودعا أعضاء بعثة المنظمة الموجودين في مناطق العمليات القتالية إبداء المبادرة للعب دور الوساطة بين الطرفين من أجل الاتفاق حول تسلسل الخطوات الرامية الى نزع فتيل التوتر.
لافروف يطالب بالإفراج الفوري عن الصحفيين الروسيين المحتجزين في أوكرانيا
كما انتقد لافروف مجددا المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل الجيش والمتطرفين في أوكرانيا.
وقال: "نحن قلقون من معاناة الصحفيين خلال العمليات العسكرية التي تشارك فيها قوات الجيش بدعم من راديكاليين ومتطرفين ومن مقاتلي حركة "القطاع الأيمن".
وطالب لافروف بالإفراج الفوري عن الصحفيين الروسيين المحتجزين من قبل الجيش الأوكراني. وتابع أنه، حين تلقى الجانب الروسي معلومات عن اعتقال الصحفيين العاملين في قناة "لايف نيوز" وتوجيه تهمة الإرهاب لهما، استخدم جميع القنوات الدبلوماسية، إذ اتصل الوزير شخصيا وفورا برئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الرئيس السويسري ديدييه بوركهالتر ودعاه الى استغلال سمعته وصلاحياته من أجل إطلاق سراح المحتجزين.
لافروف: موسكو ستطالب بإجراء تحقيق دولي في أحداث أوديسا
أكد لافروف أن موسكو تصرّ على إجراء تحقيق دولي شفاف في المذبحة التي وقعت 2 مايو/أيار الجاري في أوديسا، عندما قتل العشرات من أنصار الفدرلة في اشتباكات مع موالين لكييف وفي حريق اندلع بمبنى النقابات الذي لجأ أنصار الفيدرالية إليه بعد الهجوم على مخيم احتجاجهم.
وتابع أن موسكو تشعر بالاستياء من محاولات التستر على الحقيقة في مأساة أوديسا، مؤكدا أنها غير راضية عن التحقيق الذي يجريه مجلس الرادا (البرلمان الأوكراني). وقال: "لا يمكننا طبعا أن نأخذ على عاتقنا دور المدعي والقاضي، لكننا نريد أن تتم دراسة كافة الوقائع التي باتت معروفة حاليا".
وأشار الوزير بهذا الخصوص الى الأنباء عن وصول نحو ألف مقاتل الى أوديسا عشية الأحداث المأساوية، بينهم مرتزقة من دول أخرى، وعن مصرع بعض الضحايا ليس نتيجة التسمم بأول أكسيد الكربون، بل بسبب مادة كيميائية سامة أخرى وبالرصاص، وعن قتل المصابين، ومنع الناس من الخروج من المبنى المشتعل.
لافروف: الطاولات المستديرة في أوكرانيا خطوة في الاتجاه الصحيح
أكد وزير الخارجية الروسي أن إجراء "الطاولات المستديرة" التي بدأت تعقد في كييف مؤخرا تنفيذا لخريطة الطريق لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه دعا الى توسيع مشاركة ممثلي جنوب شرق البلاد.
وكان الكرملين قد أعلن في وقت سابق أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرحب بالاتصال الأول بين كييف وأنصار الفدرلة في شرق أوكرانيا، من أجل بدء حوار مباشر تشارك فيه جميع الأطراف المعنية.
وقال لافروف: "نرى العملية التي بدأت بما يطلق عليه "الطاولات المستديرة"، وقد دعي الى المشاركة فيها بعض ممثلي جنوب شرق البلاد وليس جميعهم".
وتابع أن كييف لا تريد بعد أن تستمع الى هؤلاء، لكن موسكو ترحب بحضور أشخاص يدعون علنا الى فدرلة أوكرانيا في هذه الطاولات.
وقال: "يجب توسيع قائمة المشاركين، كي يكون للأشخاص الذين يدافعون عن مصالح مدنهم وبلداتهم في الجنوب الشرقي والذين لا يريدون الخضوع للراديكاليين، تمثيل في المراحل اللاحقة من هذا الحوار الوطني".
وشدد لافروف على أن الحوار الوطني في أوكرانيا يجب أن يكون شاملا ومرتبطا ارتباطا وثيقا بالإصلاح الدستوري.
وقال لافروف إن إعداد الإصلاح الدستوري في أوكرانيا يجري بشكل غير شفاف، مشيرا إلى استغرابه من عدم توفر أية معلومات بشأن التغييرات المقترحة بعد تشكيل لجنة خاصة في البرلمان الأوكراني.
وأضاف أنه إذا أرادت كييف استخدام "طاولات مستديرة" عقدت مؤخرا كستار لإجراء الإصلاح الدستوري بصورة غير شفافة فإن ذلك لن يحظى بثقة جنوب شرق أوكرانيا على الأرجح.
وزير الخارجية السلوفاكي: تسوية الوضع في أوكرانيا غير ممكنة بدون مساهمة روسيا
من جانبه أعلن وزير الخارجية السلوفاكي ميروسلاف لايتشاك أن تسوية الوضع في أوكرانيا غير ممكنة بدون مساهمة روسيا، مؤكدا أن بلاده المجاورة لأوكرانيا معنية بتحقيق استقرار الوضع في هذا البلد.
ودعا لايتشاك إلى حل الأزمة الأوكرانية سياسيا وكذلك التحقيق في كافة أحداث العنف ومعاقبة المسؤولين عن ارتكابها.
المصدر: RT + وكالات