أفاد إيغور بورشولياك النائب العام لمقاطعة أوديسا الأوكرانية أن حصيلة ضحايا الأحداث الدرامية التي وقعت أمس الجمعة 2 مايو/أيار في مدينة أوديسا ارتفعت إلى 46 شخصا.
كانت وزارة الداخلية الأوكرانية أكدت في وقت سابق من هذا اليوم مقتل 42 شخصا في اشتباكات وحريق بمقر النقابات في مدينة أوديسا جنوب غرب أوكرانيا. وجاء في بيان صدر عن الوزارة أن أكثر من 200 شخص بينهم 21 شرطيا أصيبوا بجروح وتم نقلهم إلى المستشفيات.
وأفادت دائرة الداخلية لمقاطعة أوديسا سابقا أن قوات الأمن احتجزت أكثر من 150 شخصا من المشاركين في الاضطرابات.
اعلان الحداد العام في أوكرانيا وأوديسا
هذا وأعلن الرئيس الأوكراني المعين من قبل الرادا العليا (البرلمان) ألكسندر تورتشينوف الحداد العام لمدة يومين على ضحايا الاشتباكات بأوديسا وكذلك العملية الأمنية جنوب شرق البلاد.
ونقل المكتب الصحفي للرادا يوم السبت 3 مايو/أيار عن تورتشينوف قوله إن "2 مايو أصبح بالنسبة لأوكرانيا يوما مأساويا، ووقعت مرسوما بإعلان الحداد ليومين في أوكرانيا"، مؤكدا أنه "ستتم معاقبة المسؤولين عن تنظيم هذه الأحداث".
ودعا تورتشينوف الى "وقف أية مواجهات شعبية داخل البلاد"، معتبرا أنه "علينا التوحد وبناء بلاد جديدة بصورة مشتركة، حيث حياة وصحة ورفاهية كل أوكراني تصبح من أعلى القيم".
وفي وقت سابق أعلن في أوديسا نفسها الحداد لثلاثة أيام على ضحايا الحريق.
وكان عناصر تنظيم "القطاع الأيمن" اليميني المتطرف أضرموا النيران في مقر النقابات مساء السبت، حيث اختبأ مئات من أنصار الفدرلة لحماية أنفسهم من مطاردة العناصر المؤيدة للسلطات الجديدة في كييف.
صور للحريق وضحاياه من مبنى النقابات في أوديسا
وقام رجال الإطفاء بإجلاء الناس من المبنى المحترق، بينما انهال مقاتلو "القطاع الأيمن" بالضرب على الأشخاص الذين يخرجون من المبنى دون أن تتدخل الشرطة في الأمر. وهتف المتطرفون "أوكرانيا فوق كل شيء!" (من المعروف أن النشيد الوطني الهتلري بدأ بعبارة "ألمانيا فوق كل شيء"). وأيدهم في أعمالهم فلاديمير نيميروفسكي حاكم مقاطعة أوديسا المعين من قبل سلطات كييف.
ورشق متشددون قوميون يرتدون أقنعة سوداء أنصار الفدرلة بالحجارة وسط المدينة. وبينت المشاهد التي بثتها قناة "روسيا 24" أن أشخاصا كان بعضهم يرتدي أقنعة سوداء والبعض الآخر يحمل العلم الأوكراني يرشقون أنصار الفدرلة بالحجارة.
وفي وقت لاحق قدمت الشرطة الى المكان حيث فرقت المشتبكين، وبدأت بإبعاد مشجعي كرة القدم العدوانيين والقوميين الأوكرانيين. وأصيب في العراك الجماعي شخص على الأقل.
وحاول المشجعون والقوميون الذين بلغ عددهم عدة آلاف إجراء مسيرة حاشدة وسط أوديسا دعما "لوحدة أوكرانيا" بمشاركة عناصر من تنظيم "القطاع الأيمن"، وقد حاول أنصار الفدرلة قدر عددهم بعدة مئات منعهم من ذلك فنشب عراك سمعت أثنائه أصوات إطلاق نار ومفرقعات.
هذا وعقد حاكم مقاطعة أوديسا اجتماعا طارئا مع قيادات المدينة والنيابة للبحث عن مخرج من الأزمة التي تعيشها المدينة.
منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تعرب عن "أسفها" لسقوط ضحايا في أوديسا
وأعرب رئيس بعثة المتابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأوكرانيا أرتورغول أباكان عن أسفه لسقوط ضحايا في أوديسا. وفي بيان نشرته المنظمة السبت 3 مايو /أيار دعا أباكان جميع الأطراف إلى "أقصى حد من ضبط النفس وتفادي إراقة الدماء وتسوية الخلافات بطرق سلمية"، مؤكدا أن بعثة المتابعة تعمل لوقف التصعيد في أوكرانيا".
المصدر: RT + وكالات