أعلن النائب في مجلس الدوما(النواب)، عضو المجلس الاعلى لحزب "روسيا الموحدة" الحاكم في روسيا، الباحث السياسي فياتشيسلاف نيكونوف انه ما تزال هناك امكانية للتسوية السياسية للوضع في مقاطعة دونيتسك الاوكرانية، الا انه ليس من المستبعد ان تقدم روسيا مساعدة عسكرية للسكان المحليين.
يذكر ان المحتجين المعارضين في مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا أعلنوا اليوم عن عزمهم إنشاء "جمهورية دونيتسك الشرقية" والانضمام الى روسيا بعد اجراء استفتاء حول هذه المسألة حتى 11 مايو/ايار القادم، وشكلوا "مجلسا شعبيا" وطلبوا من موسكو إرسال قوات حفظ السلام لاستعادة الاستقرار في الإقليم.
وقال نيكونوف انه "في حال قررت سلطات كييف ادخال الجيش او استخدام القوات الخاصة (في دونيتسك)، فان هذا سيجلب انفجارا اكبر (للوضع) وتدخلا من قبل روسيا، وبأية حال من الاحوال، لم يلغ احد الاذن الممنوح للرئيس بوتين من قبل مجلس الاتحاد في استخدام القوات المسلحة".
وذكر البرلماني بتصاريح المسؤولين الروس حول ان موسكو لا تنوي استخدام القوة الا في حال كانت هناك اراقة دماء، مؤكدا ان موسكو حددت شروطا للنظر في اضفاء الشرعية على السلطات الاوكرانية، اولها اجراء اصلاحات دستورية مع فدرلة اوكرانيا والاعتراف بالصفة الرسمية للغة الروسية هناك.
سيناتور روسي: ادخال قوات حفظ السلام الروسية الى اراضي دولة اخرى ممكن فقط في اطار القوانين الدولية
بدوره، أعلن رئيس لجنة الدفاع والامن في مجلس الاتحاد الروسي(مجلس الشيوخ) فيكتور اوزيروف ان ادخال قوات حفظ السلام الروسية الى اراضي دولة اخرى ممكن فقط في اطار القوانين الدولية السارية، وليس بطلب من سلطات محلية.
وقال اوزيروف تعليقا على احتمال تقدم "المجلس الشعبي" في مقاطعة دونيتسك بطلب الى روسيا لإرسال قوات حفظ السلام لاستعادة الاستقرار في الإقليم، قال ان "قواتنا لحفظ السلام يمكن ان تعمل فقط في اطار معايير القانون الدولي، وقد كان لدينا مثال ادخال قوات حفظ السلام الى اراضي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، ولكن ذلك كان في اطار رابطة الدول المستقلة. اما ادخال القوات(الروسية) ببساطة الى دونيتسك او اي مكان تلبية لدعوة السلطات المحلية، فانه يتعارض مع المبادئ والمعايير الدولية".
وأكد انه "ليس من حق روسيا فعل ذلك من جانب واحد، اما اذا اتخذ مجلس الامن الدولي قرارا بذلك فهذا امر آخر، اذ حينها يمكن لروسيا، كعضو دائم في المجلس ومشارك في اتفاقية التعاون والامن في اوروبا، ان تدخل ضمن قوات حفظ سلام لتوفير الامن في منطقة ما".
وذكر بأن مجلس الاتحاد منح خلال اجتماع طارئ في مارس/آذار اذنا لرئيس الدولة باستخدام القوات المسلحة في اوكرانيا "وكان ذلك متعلقا بالوضع في القرم، ولكننا عملنا مع ذلك انطلاقا من الاتفاقيات حول اسطول البحر الاسود وعززنا حماية قواعدنا فقط. ونحن مرتاحون لكوننا لم نضطر خلال اجراء الاستفتاء (في القرم) لاستخدام عسكريينا، وان سكان القرم قرروا مصيرهم بأنفسهم".
ونوه البرلماني الروسي معلقا على نية القوى المؤيدة لروسيا في اوكرانيا الشرقية اجراء استفتاء بأن "التأثير على الوضع من الخارج غير بناء".
برلماني روسي: الاستفتاء في دونيتسك الاوكرانية قد يورطها في حرب مع كييف
وفي السياق نفسه، أعلن عضو لجنة مجلس الاتحاد الروسي لشؤون النظام الفدرالي، محافظ مقاطعة فولغوغراد نيكولاي ماكسيوتا انه في حال اجراء استفتاء في مقاطعة دونيتسك الاوكرانية حول الانضمام الى روسيا فانها قد تتعرض لحرب اهلية مع كييف، لذلك يجب اجراء استفتاء حول جعل اوكرانيا دولة فيدرالية اولا.
وأكد ماكسيوتا بهذا الصدد انه "يجب عليهم في البدء (على سكان دونيتسك) تحديد نظام الدولة، وحينئذ ستمتلك مقاطعة دونيتسك صفتها في اوكرانيا"، موضحا، تعليقا على نية سكان المقاطعة اجراء الاستفتاء، انه "توجد هناك قوانين".
واعتبر انه يجب في البدء على المقاطعة الكفاح من اجل نيل حقوقها المشروعة والاستفتاء على فدرلة الدولة الاوكرانية، وخلافا لذلك فان المنطقة "قد تتورط في حرب اهلية لأن الاسياد الجالسين في كييف لن يتنازلوا عن السلطة بكل بساطة".
وذكر ماكسيوتا بأن القائم بمهام الرئيس الاوكراني الكسندر تورتشينوف قد أعلن في وقت سابق عن استعداده لقمع النزعة الانفصالية واستخدام السلاح ضد السلطات المحلية بقسوة.
سيناتور روسي: الوضع في مقاطعة دونيتسك لا يعكس وضع القرم
من جانبه، أعلن نائب رئيس مجلس الاتحاد الروسي الياس اوماخانوف ان الوضع حول مقاطعة دونيتسك لا يعكس تلقائيا ما يحصل في شبه جزيرة القرم.
وأكد اوماخانوف اليوم الاثنين انه في حالة اجراء استفتاء في المنطقة فان لجنة مجلس الاتحاد الخاصة بمراقبة الوضع في اوكرانيا ستبحث نتائجه.
وقال اوماخانوف ان "هذا الوضع يحتاج الى دراسة مستقلة كونه يمتلك خلفيات تاريخية وسياسية".
وأضاف: "لا اعتقد ان هذا الوضع يعكس تلقائيا ما حدث مغ القرم وسيفاستوبل حتى من النواحي القانونية والتاريخية، وسيحتاج دراسة منفصلة".
المصدر: RT + وكالات