عبر الزعماء العرب اليوم 26 مارس/آذار عن "رفضهم المطلق للإعتراف بإسرائيل دولة يهودية" وذلك في البيان الختامي للقمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين التي تستضيفها الكويت.
وبهذا الشكل تكون القمة العربية الـ25 في دورتها العادية قد اختتمت أعمالها بتلاوة بيان شامل تطرق إلى جميع القضايا التي تواجهها المنطقة العربية في ظل تطورات الأحداث مع تجديد التعهد بإيجاد حلول للأوضاع في الوطن العربي.
ولعل أهم ما أشار إليه البيان هو الرفض المطلق للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، وتكريس الجهود لإقامة دولة فلسطينية، إلى جانب مسألة مقاومة الارهاب ووقف الترويج للافكار الارهابية أو التحريض على التفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الاديان. كما دعا البيان ايضا إلى تمكين الحل السلمي في حل النزاعات وتعزيز الامن والسلم الاقليمي، واعتبار ان حل الازمة السورية يجب أن يكون سلميا وفقاً لبيان جنيف 1.
القضية الفلسطينية
في هذا الشأن أكد البيان الرفض المطلق والقاطع للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية وحمل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعثر عملية السلام واستمرار التوتر في الشرق الأوسط. وشدد البيان على عدم شرعية المستوطنات الاسرائيلية وبطلانها القانوني وضرورة تفكيكها، كما رفض البيان استمرار الاستيطان وتهويد القدس والاعتداء على مقدساتها الاسلامية والمسيحية وتغيير وضعها الديموغرافي والجغرافي، مطالبا المجتمع الدولي بوقف النشاط الاستيطاني. وأدان ايضا الانتهاكات الاسرائيلية ضد المسجد الاقصى ومحاولات انتزاع ولاية الاردن عنه. وطالب مجلس الأمن باتخاذ خطوات لحل الصراع العربي الاسرائيلي بكافة جوانبه وتحقيق السلام العادل الشامل في المنطقة على اساس حل الدولتين وفقا لحدود عام 1967.
كما دعا البيان إلى تنفيذ اتفاقية المصالحة الوطنية الفلسطينية باعتبارها الضمانة الحقيقية لتحقيق تطلعات الشعب مع التأكيد على أن القضية الفلسطينية تظل القضية المركزية للشعوب العربية ودعم كافة الجهود لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو 1967.
الأزمة السورية
وفيما يخص الأزمة السورية، التي كانت الموضوع الرئيسي الذي بحث فيه، فقد أعرب البيان عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري ومطالبه المشروعة في حقه في الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة واقامة نظام دولة يتمتع فيه جميع المواطنين السوريين بالحق في المشاركة في جميع مؤسساته دون اقصاء او تمييز بسبب العرق او الدين او الطائفة. ودعم البيان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بوصفه ممثلا شرعيا للشعب السوري.
كما اكد البيان على ضرورة ايجاد حل سياسي للأزمة السورية وفقا لبيان مؤتمر جنيف 1 الصادر في 30 يونيو 2012، مؤكدا ضرورة تطبيق بيان جنيف 1 ما يتيح للشعب السوري الانتقال السلمي لاعادة بناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية بما يكفل المحافظة على استقلال سورية وسيادتها ووحدة اراضيها وسلامة ترابها الوطني.
وفي سياق متصل دان البيان "المجازر والقتل الجماعي الذي ترتكبه قوات النظام بما في ذلك استخدامها للاسلحة المحرمة دوليا"، وطالب البيان الحكومة السورية بوقف جميع الاعمال العسكرية ودعا الدول العربية والعالم الى العمل على نحو حثيث لوقف حمام الدم.
ولم ينس البيان الجولان السوري حيث أكد على مساندته الحازمة لمطالب سورية العادلة في حقها في استعادة اراضي الجولان السوري المحتل كاملة، رافضا ما اتخذته السلطات الاسرائيلية من اجراءات تهدف الى تغيير الوضع القانوني والطبيعي والديموغرافي للجولان واحتلاله بمثابة تهديد مستمر للسلم والامن في المنطقة والعالم.
الوضع في لبنان
أما لبنان التي أهتز أمنها بسبب تداعيات ما يجري في سورية، فقد رأى البيان ضرورة تعزيز قدرات الجيش والقوى الوطنية لتمكينهما من القيام بمهامهما الوطنية، اضافة الى تعهد بتوفير الدعم السياسي والاقتصادي للحكومة اللبنانية بما يحافظ على الوحدة الوطنية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل اراضي.
ودعم البيان موقف لبنان في مطالبته المجتمع الدولي بتنفيذ قرار مجلس الامن رقم 1701 ووضع حد نهائي للانتهاكات الاسرائيلية لاراضيه، كما وجه البيان تحية لصمود لبنان في مقاومة العدوان الاسرائيلي المستمر عليه وعلى وجه الخصوص عدوان يوليو عام 2006 .
محاربة التطرف والارهاب
ولم يهمش البيان الاعمال الارهابية التي ترتكب في عدد من البلدان العربية، حيث دعا إلى مقاومة الارهاب واقتلاع جذوره وتجفيف منابعه الفكرية والمادية، مطالبا بوقف كافة اشكال النشر او الترويج الاعلامي للافكار الارهابية او التحريض على الكراهية والتفرقة والطائفية والتكفير وازدراء الاديان والمعتقدات.
نزع اسلحة الدمار الشامل من الشرق الاوسط
ودعا البيان إلى عقد مؤتمر دولي لجعل منطقة الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل في اقرب وقت ممكن، مع تأكيد التمسك بمعاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية مطالبا المجتمع الدولي بالزام اسرائيل بتوقيع معاهدة انتشار الاسلحة النووية والعمل على تفكيك ترسانتها من الاسلحة النووية.
الامارات ليبيا واليمن
وأكد البيان على سيادة دولة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث التي تحتلها ايران وتأييد الاجراءات والوسائل السلمية كافة التي تتخذها الامارات لاستعادة سيادتها على جزرها. كما أعرب البيان عن تضامنه مع ليبيا ومساندتها في جهودها في الحفاظ على سيادتها الوطنية واستقلالها ورفض محاولات النيل من استقرارها ووحدة اراضيها.
ورحب البيان بمؤتمر الحوار الوطني الشامل في الجمهورية اليمنية مؤكدا دعمه الكامل لوحدة اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض اي تدخل في شؤونه الداخلية .وأكد البيان القادة العرب دعمهم للقيادة السياسية اليمنية في جهودها الخاصة بالتصدي لاعمال العنف او الاضرار باستقرار وامن ووحدة اليمن ودعمه في حربه ضد الارهاب.
ايران وملفها النووي
ورحب البيان بالاتفاق التمهيدي الذي وقعته السداسية مع ايران في نوفمبر /تشرين الثاني الماضي بشأن برنامج ايران النووي، معتبرا ان تنفيذه يجب أن يتم باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبهذا الاعلان تكون القمة العربية الـ25 قد انتهت، الاعلان الذي لم يترك أي قضية الا وأدرجها ضمن بنوده، لكن أمورا كمقعد سورية والحرب في سورية واقامة دولة فلسطين تبقى قائمة، كما أنه على الأرجح ان هذه القمة لم تحل الخلافات القائمة بين مصر والسعودية والبحرين والامارات من جهة وبين قطر من جهة اخرى.
تعليق المحلل السياسي السوري عفيف دلا ورئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلامة فهد الشليمي:
المصدر: RT