دعت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء 25 مارس/آذار إلى ضرورة وقف تدفق الأسلحة إلى جميع الأطراف في سورية مؤكدة على عدم إمكانية اللجوء إلى الحل العسكري لوضع حد للأزمة السورية، وذلك في كلمة نقلها المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي عن الأمين العام بان كي مون وألقاها أثناء الجلسة الإفتتاحية للقمة العربية.
وحث بان كي مون الدول العربية إلى مؤازرة روسيا وأمريكا والأمم المتحدة في تنشيط مسار جنيف 2، معتبرا في الآن ذاته أن استمرار الإستيطان الإسرائيلي يشكل تهديدا حقيقيا لعملية السلام في المنطقة داعيا إسرائيل إلى وقف نشاطها الإستيطاني.
كما أيدت الأمم المتحدة التطورات الأخيرة في ليبيا "شريطة أن تلتزم بالمسار الديمقراطي"، مؤكدة أن "عام 2014 سيكون حاسما في الصومال من أجل الحفاظ على المكاسب التي تحققت"، على حد قول الإبراهيمي، والذي دعا إلى تسريع تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور.
وانطلقت صباح اليوم في الكويت أعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ25 حيث طغت على أعمال القمة القضية الفلسطينية والأزمة السورية كما من المنتظر أن يتم التطرق إلى إصلاح جامعة الدول العربية والملف النووي الإيراني في جلسات لاحقة.
أمير قطر: نحن جميعا هنا ندين الإرهاب ولا خلاف في ذلك
وافتتح أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني الجلسة الأولى، حيث أكد على استعداد بلاده لإستضافة قمة مصغرة للمصالحة الفلسطينية، داعيا إلى إنهاء الإنقسامات والخلافات بين الدول العربية ومؤكدا على "علاقة الأخوة التي تجمع قطر بالشقيقة الكبرى مصر".
كما جدد الأمير القطري نبذه للتعصب والعنف قائلا : " نحن جميعا هنا ندين الإرهاب ولا خلاف في ذلك.. ولا يجوز لنا اتهام بعضنا بدعم الإرهاب".
وتولى أمير دولة الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح رئاسة القمة العربية الخامسة والعشرين رسميا حيث أكد في كلمته على ضرورة إيجاد السبل الكفيلة للتعاون المشترك والنأي به بعيدا عن الخلافات، واصفا هذه الخلافات "بالأمر المحزن".
أمير دولة الكويت: الأزمة السورية الكارثة الأكبر في تاريخنا المعاصر
إلى ذلك وصف الصباح الأزمة في سورية بـ"الكارثة الأكبر في تاريخنا المعاصر" مضيفا أنه "يخطئ من يعتقد أنه بعيد عن مخاطر الأزمة السورية" التي حسب قوله أدت إلى "ضياع جيل بأكمله"، مؤكدا على ضرورة مضاعفة الجهود العربية من أجل "وأد ظاهرة الإرهاب" .
من جهة أخرى دعا الصباح الأطراف الدولية إلى "تحمل مسؤولياتها إزاء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين" مضيفا أن المنطقة " لن تنعم بالإستقرار والسلام ما لم تتخلى اسرائيل عن نزعتها العدوانية وتجنح إلى السلم".
وبينما جدد أمير دولة الكويت دعوة إيران إلى مواصلة إنجاز اتفاقاتها مع المجتمع الدولي، فقد أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على عزم الجامعة والإمارات العربية المتحدة على اتباع الحلول الديبلوماسية في ما يتعلق بالجزر الإماراتية المحتلة أو اللجوء إلى محكمة دولية مختصة.
العربي: إسرائيل تسير ضد حركة التاريخ وهو ما سيؤدي إلى عزلتها دوليا
وفي سياق آخر اعتبر نبيل العربي في كلمته أثناء القمة العربية أن إسرائيل تسير ضد حركة التاريخ وهو ما سيؤدي إلى عزلتها دوليا، مؤكدا أن الممارسات الإسرائيلية ومواصلة الأنشطة الاستيطانية تقوض كل الجهود للتوصل للسلام.
وقال العربي : "لن ينعم العالم أجمع بالسلام مالم يتحقق الانسحاب الكامل لإسرائيل من الأراضي الفلسطينية".
وانتقد العربي ما وصفه بـ "عجز مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار في سورية" واصفا ما يحدث في سورية بـ "المأساة السورية التي تلقي بظلالها على المنطقة بأكملها وأضحت أكبر مأساة في القرن".
واعترف العربي بأن "خلافات الدول العربية أضعفت دور الجامعة في القيام بواجبها إزاء مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجه المنطقة" ومن بينها مكافحة ظاهرة الإرهاب التي اعتبرها "النقطة المحورية" التي يجب تبادل المعلومات وتظافر الجهود العربية حولها.
من جهته قال ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود إن : "القضية الفلسطينية ستبقى في مقدمة اهتماماتنا" معتبرا أن "الممارسات الإسرائيلية تقوض كل الجهود للتوصل للسلام".
كما استغرب الأمير سلمان عدم أخذ الإئتلاف السوري مقعد سورية في الجامعة العربية.
الجربا ينتقد بقاء مقعد سورية فارغا خلال القمة
من جانبه اعتبر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أن "بقاء مقعد سورية فارغا يبعث برسالة إلى الأسد بأن المقعد مازال ينتظره"
ودعا الجربا إلى ما أسماه "إعلان النفير" للوقوف مع الشعب السوري والضغط على المجتمع الدولي من أجل تسليح المعارضة وإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا " إن بقاءكم متفرجين لم يعد مقبولا أبدا".
ويشار إلى أن الزعماء العرب والمبعوث الأممي هنئوا تونس بتوصلها إلى إنجاز دستورها وأشادوا بنجاح الحوار الوطني اليمن.
كما من اللافت أن القمة تعقد في ضوء ظهور خلافات جديدة بين قطر من جهة والسعودية والبحرين والامارات من جهة أخرى بعدما أقدمت هذه الدول على سحب سفرائها من الدوحة احتجاجا على ما وصفوه بعدم التزام قطر بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ناهيك عن التراشق بالألفاظ بين العراق والسعودية فيما يتعلق بالعنف في محافظة الأنبار.
المصدر: RT