كان عام 2013 مليئا ببحوث مختلفة قادت إلى الكثير من الأسئلة في العديد من المجالات، مثل معضلة المناخ التي فرضت نفسها بعد إعصار هايان الهائل الذي ضرب الفلبين.
ووصل الباحثون إلى العديد من الاكتشافات التي أثارت فضول العالم، نقدم هنا منها أهم 5 اكتشافات علمية شكلت اختراقا في العلم خلال 2013.
الفضاء يزداد ازدحاما
أظهرت أبحاث من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا هذا العام وجود أكثر من 100 مليار كوكب تدور في مدارات حول نجوم بمجرتنا الهائلة "درب التبانة".
لا تتمتع كل الكواكب بظروف مواتية للحياة، فقد ظهر في تحليل فريق مرصد "كيك" من ناسا في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، أن واحدة من كل خمس نجوم يمكن أن تدور حوله كوكب بمثل حجم الأرض في مدارات تعرف بـ "مناطق السكن"، habitable zones، وهي المناطق التي قد تكون ملائمة لتواجد محيطات على سطح كواكبها، وأظهرت تحليلات أحدث لمناخ مناطق السكن زيادة أعداد هذه الكواكب.
استنساخ خلايا جذعية لجنين بشري
أخرج عالم نواة من بويضة بشرية باستخدام أنبوب ماصّ داخل مختبر، وكانت هذه هي الخطوة الأولى لصنع خلايا جذعية جنينية. وبعد عقد كامل من البدايات الخاطئة أعلن باحثون من جامعة أوريغون للصحة والعلوم بالولايات المتحدة أنهم قاموا باستنساخ أجنّة بشرية، وحصلوا منها أيضا على خلايا جذعية، كما قاموا بزرع هذه الخلايا في خلايا جلدية وبشرية محددة، وتعتبر هذه خطوة الأولى باتجاه استخدام مثل هذه الخلايا في طب زراعة الأعضاء. وكان من الواضح أن مفتاح نجاح الفريق هو إضافة مادة الكافيين خلال عملية الاستنساخ والآن يواصل العلماء البحث لاكتشاف إمكانية استخدام الخلايا المستنسخة في التطبيقات الطبية.
مركبة فضاء تصل إلى حافة تيار الرياح الشمسية
تيار الرياح الشمسية هو تيار يتكون من جسيمات مشحونة طُردت من الغلاف الجوي العلوي للشمس، وكان وصول المركبة الفضائية التابعة لوكالة ناسا "فوياجر 1" إلى منطقة الفضاء بين النجوم أحد أهم الأنباء العلمية في عام 2013، بالرغم من أن الحدث وقع في 2012.
وكانت الهزات الارتدادية التي أعقبت عاصفتين شمسيتين حدثتا في سبتمبر/ أيلول، قد أكدت خروج المركبة "فوياجر" بالفعل إلى منطقة الفضاء بين النجوم.
وكان وصول أول منتج بشري إلى منطقة الفضاء بين النجوم حادثا "لا يصدق" في الأوساط العلمية. وكانت ناسا تأمل في ذلك منذ أن انطلقت المركبة عام 1977. ويُنتظر أن تلحق بـ "فوياجر 1" المركبة "فوياجر 2" إلى منطقة ما بين النجوم.
ظهور آثار للحياة على كوكب المريخ
استمر مسبار "كيريوسيتي" التابع لوكالة ناسا في كشف حقائق مذهلة عن الكوكب الأحمر عام 2013. وكان المسبار قد اكتشف بحيرة مندثرة من الممكن أن تكون دليلا هاما على وجود الحياة في السابق على الكوكب منذ أكثر من 3 مليارات سنة.
الاكتشاف يأتي تتويجا لجهود ناسا في إثبات وجود آثار لحياة كانت على سطح الكوكب الأحمر. وسيستمر المسبار الذي كلّف 2.5 مليار دولار بالدوران حتى يصل إلى هدفه بالقرب من فوهة "غايل" قرب جبل "ماونت شارب" الذي يثير اهتمام العلماء لأنه يضم طبقات رسوبية متعددة.
إكتشاف أقدم أحماض نووية بشرية (DNA) بالعالم
يبدو أن شجرة تاريخ الإنسان تحمل أصولا قديمة غريبة عنّا، وقد ظهر ذلك للعلماء من خلال الاكتشافات التي قاموا بها هذا العام لأحماض نووية (DNA) وحفريات قديمة.
فقد وجد العلماء من خلال ما اكتشفوه في منطقة دمانيسي في جمهورية جورجيا على سبيل المثال أن كثيرا من الأنواع البشرية التي ظهرت بمظاهر وأشكال مختلفة تعود في الأساس إلى نوع واحد فقط أطلقوا عليه اسم "Homo Erectus"، وقد أرجعوا اكتشافهم إلى جمجمة عمرها 1.8 مليون سنة وجدوا فيها خليطا من كثير من الصفات البشرية القديمة والحديثة.
ومن ناحية الجينات، سجل العلماء رقما قياسيا جديدا لأقدم الأحماض النووية DNA البشرية، يزيد عن الرقم المسجل سابقا بـ 300 ألف سنة. وقد عثر العلماء على عظام نياندرتال في أحد الكهوف بإسبانيا، ووجدوا أنها تحتوي على أقدم أحماض نووية DNA اكتشفت حتى اليوم، تعود لأنواع بشرية قديمة مختلفة، اختفت وتسمى "دينيسوفان".
وكهف دينيسوفا في منطقة سيبيريا كانت قد اكتشفت فيه مستحاثات دينيسوفا عام 2008، وهي عظمة من عظام أخمص قدم امرأة نياندرتال تعود إلى 140 ألف سنة.
وقد دلّ ذلك كله العلماء على أن الإنسان القديم تزاوج مع Homo Erectus بالإضافة إلى بعض البشر الأحدث نوعا في عصور ما قبل التاريخ.
المصدر : National geographic + RT