تعتبر الغواصات النووية الاستراتيجية من مشروع "بوريه" قوة ضاربة رئيسية لسلاح البحرية الروسية، إذ أن كلا منها تحمل 16 صاروخ "بولافا" نوويا يبلغ مدى إطلاقه 6 آلاف كيلومتر.
وقد تسلمت البحرية الروسية في ديسمبر/كانون الأول عام 2013 غواصة "الكسندر نيفسكي" الذرية من هذا المشروع. وغواصة "ألكسندر نيفسكي" التي بدأ بناءها عام 2004، هي الغواصة الثانية من مشروع "955 بوريه" من الجيل الرابع التي تسلّم للبحرية الروسية عام 2013.
وكانت الغواصة الأولى من هذا المشروع "يوري دولغوروكي" قد سلمت لسلاح البحرية الروسية في يناير/كانون الثاني الماضي، ويجري حاليا بناء غواصتي "فلاديمير مونوماخ" و"الأمير فلاديمير" من المشروع نفسه في مصنع "سيف ماش" للسفن. وحسب الخطة ستسلم غواصة "فلاديمير مونوماخ" للبحرية الروسية في عام 2014، كما يخطط لبناء 8 غواصات في إطار هذا المشروع حتى عام 2020.
وتم تصميم الغواصة من مشروع بوريه في مكتب "روبين" للتصميم في بطرسبورغ حيث استخدمت أحدث إنجازات العلم والتكنولوجيا، مما سمح بتحسين مواصفاتها الهيدروديناميكية وتخفيض مستوى الضجيج إلى حد كبير.
لكن من أهم ميزات تلك الغواصات تزودها بـ 16 صاروخا باليستيا عابرا للقارات من طراز "بولافا" الذي يبلغ مداه 8 آلاف كيلومتر يحمل رؤوسا نووية منشطرة يوجه كل رأس على حدة إلى الهدف، وتعمل الصواريخ من هذا النوع بالوقود الصلب. أما الغواصة نفسها فتزود بقمرة إنقاذ تتسع للطاقم كاملا، ويبلغ طول الغواصة من مشروع "بوريه" 170 مترا، وعرضها 13.5 مترا، وهي تعمل على عمق أقصاه 450 مترا. وتسير الغواصة بسرعة 29 عقدة بحرية (ما يعادل 54 كلم في الساعة تقريبا). وتبلغ حمولة الغواصة نحو 14.8 ألف طن، وطاقمها 107 أفراد.
وقال الرئيس فلاديمير بوتين ردا على التقرير الذي قدمه إليه يوم 23 ديسمبر الماضي وزير الدفاع سيرغي شويغو عن جاهزية الغواصة بقوله: "يجب أن تشكل الغواصات من مشروع "بوريه" أساسا لقواتنا النووية البحرية التي بدورها تعد أحد عناصر الثلاثية النووية الاستراتيجية إلى جانب المنصات البرية للصواريخ الاستراتيجية والقاذفات الاستراتيجية الحاملة للصواريخ النووية".
المصدر: "RT"