أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحفي في موسكو يوم 19 ديمسبر/كانون الأول أنه ينوي توقيع مرسوم بالعفو عن رجل الأعمال الروسي المسجون ميخائيل خودوركوفسكي بعد أن توجه الأخير بطلب العفو.
وأضاف: "قضى خودوركوفسكي أكثر من 10 سنوات في السجن. إنها فترة طويلة، هو يستند في طلبه لعوامل إنسانية، فوالدته مريضة، وأعتقد أنه سيتم توقيع مرسوم خاص بالعفو عنه قريبا".
هذا واعتبر دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي أن طلب العفو الذي وجهه خودوركوفسكي إلى الرئيس بوتين دليل على اعترافه بذنبه. وأضاف أن رجل الأعمال بلاتون ليبيديف الذي أدين مع خودوركوفسكي في نفس القضية لم يقدم للرئيس طلبا بالعفو عنه.
وفي اتصال مع قناة "RT" الإنكليزية قالت والدة خودوركوفسكي إنها تترقب الإفراج عن ولـدها بعـد دخول قانون العفو حيز التنفيذ.
بوتين: العفو العام المعلن في روسيا غير مرتبط بالقضايا التي أثارت انتقادات الغرب
وقال بوتين إن العفو العام الذي أعلنه البرلمان الروسي الأربعاء الماضي، غير مرتبط بالقضايا التي انتقد الغرب أداء القضاء الروسي بشأنها.
وشدد بوتين على أنه لا علاقة بين العفو الذي جاء بمناسبة الذكرى الـ20 للدستور الروسي، وقضيتي نشطاء "غرينبيس" وفرقة "بوسي ريوت" الروسية المثيرة للجدل.
وتابع أن العفو جاء ليس بقراره بل بقرار مجلس الدوما (مجلس النواب)، وأكد أنه على الرغم من أن الفنانتين المدانتين في قضية "بوسي ريوت" ونشطاء "غرينبيس" المتهمين بمحاولة اقتحام منصة للتنقيب عن النفط، سيطلق سراحهم تحت العفو، إلا أن ذلك لا يعني إلغاء الأحكام التي صدرت أو ستصدر بحقهم.
وأعرب الرئيس عن أسفه لأن تكون الفتيات من الفرقة المثيرة للجدل قد فقدن احترام أنفسهم لدرجة أن يقمن بتصرفات فاضحة لا تتناسب مع كرامة المرأة في أهم كاتدرائية بروسيا، إذ قضت محكمة على اثنتين منهن بالسجن لمدة سنتين بتهمة إثارة الشغب والتحريض على الكراهية الدينية.
وبشأن قضية نشطاء "غرينبيس" ، وبينهم روس وأجانب، فلا يستبعد بوتين أن يكون احتجاجهم ضد النشاط الاقتصادي الروسي في منطقة القطب الشمالي جاء تنفيذا لطلبية جهة ما، بهدف إحباط العمل الروسي على تطوير الجرف القاري.
وقال: "لماذا كل ذلك؟ من أجل الضغط على شركة للحصول على "مساعدة مالية منها، أو يمكن أن يكون من أجل تنفيذ طلبية ما؟.. وفي هذه الحال تحديدا، من أجل وضع عراقيل أمام روسيا في تطوير الجرف القاري".
وأكد بوتين أنه يتعاطف مع جميع مَن يدافع عن البيئة، لكنه قال إن جعل هذا النشاط آلية لترويج نفسه ومصدرا للإثراء أمر غير مقبول.
بوتين: القضاء الروسي سيقرر مصير المتهمين بالشغب خلال مظاهرات المعارضة
وبشأن المتهمين في قضية أعمال الشغب والاعتداء على رجال الأمن خلال احتجاجات المعارضة في ساحة "بولوتنايا" بموسكو في 6 مايو/أيار عام 2012، قال بوتين إن القضاء سيقرر الدور الذي لعبه كل واحد منهم في تلك الأحداث، وما إذا كان العفو المعلن سيؤثر على مصيره.
وكرر الرئيس مرة أخرى موقفه القائل إن العفو يجب الا يشمل مرتكبي أعمال العنف ضد رجال الأمن.
وكان مجلس الدوما قد أقر بالإجماع الأربعاء الماضي قرار إعلان عفو عام في البلاد دخل حيز تنفيذه اليوم الخميس.
وأعد مشروع القرار هذا مجلس حقوق الإنسان التابع للرئاسة الروسية، إذ كان النشطاء الحقوقيون يأملون في أن يشمل العفو المتهمين والمدانين في عدد من القضايا التي أثارت جدلا داخل وخارج البلاد، ومنها قضية رجل الأعمال ميخائيل خودوركوفسكي المتهم بسرقة كميات ضخمة من النفط، وقضية فرقة "بوسي ريوت" التي اعتبر الكثيرون أن الحكم فيها لا يتناسب مع جسامة جريمتهم، مشككين في خطورتها، وقضية اضطرابات ساحة "بولوتنايا"، إذ نظمت المعارضة الروسية مسيرة حاشدة احتجاجا على مراسم تنصيب بوتين رئيسا للبلاد للمرة الثانية، لكن اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين ورجال الأمن قبل وصول المسيرة الى المكان المحدد لإجراء المظاهرة الاحتجاجية.
أما قضية "غرينبيس"، فأثارت استياء هولندا التي كانت السفينة التي استقلها النشطاء المحتجزون تبحر تحت علمها، بالإضافة الى غضب النشطاء المدافعين عن البيئة، إذ كان المتهمون يحاولون الصعود الى منصة روسية للتنقيب عن النفط في القطب الشمالي، احتجاجا على النشاط الاقتصادي في هذه المنطقة، الأمر الذي دفع بالسلطات الروسية لتوجيه تهمة الشغب اليهم.
المصدر: RT