لو بقي الممثل والمغني والشاعر فلاديمير فيوسوتسكي على قيد الحياة، لكان قد بلغ اليوم سن 75 عاما. لقد رحل فلاديمير فيسوتسكي عن الدنيا منذ أكثر من 30 عاما، ويصعب الآن تصوره في مثل هذا العمر.وسيبقى صوته الأجش في أذهان كل شخص تعرف على إبداعه، حيث كان عصبا نابضا لعشاق فنه في روسيا الأمس واليوم. وكان صوت آخر جيل سوفيتي.علما بأنه كان ينظم الأشعار وينشدها بنفسه بمصاحبة الجيتار في عروض تقدم في المسارح والصالات والمعاهد العالية وغيرها.
وفي ظروف منع عروض فيسوتسكي الغنائية عمليا في العهد السوفيتي، برز هذا الفنان كرجل جسور تحدى كافة أشكال المخاطر كتسلق الجبال وركوب البحر وإرتياد أقاصي الشمال ودخول السجون ،وبالطبع غدا مادة للنقاشات في المطابخ. وحظيت موهبته بثقة وحب الجمهور الذي كان يستمع إليه بواسطة أجهزة التسجيل في الشوارع والمتنزهات والبلاجات والبيوت. وبفضل ذلك أصبح فيسوتسكي فنانا شعبيا حقيقيا، ولكن بدون أية ألقاب شرف.
ولذلك، ليس من الغريب أن تجري الاحتفالات بمناسبة مرور 75 عاما على ميلاده في كافة أنحاء روسيا بصفتها علامة هامة في تاريخ الثقافة الوطنية. ويتم تكريس الأمسيات والعروض المسرحية والمعارض اليوم لإحياء ذكرى فيسوتسكي، كما يتم أيضا افتتاح المتاحف وإقامة التماثيل تكريما لذكراه. وستجري كافة الأحداث الثقافية تحت علامة فيسوتسكي الذي تناول في إبداعه كافة المواضيع الأليمة والمحظورة التي تمس حياة الناس.
وسيقدم في مسرح "تاغانكا" بموسكو الذي تبلورت فيه الموهبة المسرحية لفيسوتسكي، عرض شعري بعنوان "فلاديمير فيسوتسكي". وقد وضع المخرج المسرحي المعروف يوري ليوبيموف فكرة العرض بشكل حوار بين ممثلين وصوت فيسوتسكي. وجرى هذا العرض لأول مرة في عام 1981. ويشارك في العرض ممثلون عملوا على خشبة المسرح مع فيسوتسكي، وأيضا الجيل الجديد الذي عرف إبداعه ويتذكره. وقال مصدر بالدائرة الصحفية للمسرح لوكالة "إيتار- تاس" إنه ستجري إعادة العرض يوم غد 26 يناير/ كانون الثاني بسبب كثرة الراغبين في مشاهدته. وعلاوة على ذلك، ينظم معرض صور فوتوغرافية بعنوان"فلاديمير فيسوتسكي في مسرح تاغانكا" ويضم صورا للفنان أثناء أدائه لأدواره في عروض "الرجل الطيب من سيتشوان" و"بوغاتشوف" و"جاليليو" و"اسمعوا!".
وينظم معرض آخر مكرس له في "بيت فيسوتسكي في تاغانكا" بعنوان "فلاديمير سيميونوفيتش المحترم". يتحدث المعرض عن حياة فيسوتسكي وإبداعه ويجسد الزمن الذي نشأ فيه.
ووفقا للتقاليد، يتم تسليم جائزة "خط سيري" التي يمنحها صندوق فلاديمير فيسوتسكي الخيري الى الفائزين منذ عام 1997. وتمنح الجائزة لأشخاص من مهن وأنشطة مختلفة يتمسكون بمعتقداتهم حتى في أصعب الظروف، ويتناغم نشاطهم مع القضايا الأخلاقية العليا لأغانيه وشعره. واسم الجائزة هو استعارة من إحدى أفضل أغانيه.
وركز التلفزيون أيضا على إحياء هذه الذكرى. وستعرض القناة الأولى الروسية مساء اليوم فيلما عن سيرة حياة فيسوتسكي بعنوان "فيسوتسكي. شكرا لك لأنك حي" من إخراج بيوتر بوسلوف عام 2011. وكتب نيكيتا فيسوتسكي نجل فلاديمير سيناريو الفيلم. ويتناول الفيلم خمسة أيام من عام 1979، عندما تعرض فيسوتسكي للموت السريري، وهو حدث حقيقي وقع قبل وفاة فيسوتسكي بعام واحد.
وستقدم قناة "كولتورا" الثقافية "مونولوغ" فيسوتسكي، وهو أحد أخر البرامج التلفزيونية بمشاركته في 22 يناير/ كانون الثاني 1980. وستعرض قناة "تي في سنتر" برنامجا مماثلا.
المصدر: وكالة "إيتار- تاس" + "روسيا اليوم"