قال فيودور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة "روسيا في السياسة العالمية" إن عملية إعادة التشغيل للعلاقات الروسية -الأمريكية انجزت بنجاح، لكنه أكد أن قضية الدرع الصاروخية هي حجر العثرة على طريق تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين التي وصلت الآن إلى شبه مأزق، حسب رأيه.
س: اعادة تشغيل العلاقات الروسة-الامريكية تمت قبل ثلاث سنوات. كيف تقيمون حالة العلاقات بين البلدين في المرحلة الراهنة؟
ج: إعادة تشغيل العلاقات الروسية-الامريكية قبل ثلاث سنوات انجزت بنجاح، لان المهمة التي وضعت آنذاك تلخصت في انتشال هذه العلاقات من حالة المأزق التي وصلت اليها في خلال الولاية الثانية لرئاسة جورج بوش الابن. كذلك تم تحقيق تقدم في القضية الافغانية ومسألة فرض عقوبات على ايران وتوقيع معاهدة للحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية. أكرر ان هذه المهمات انجزت مع نهاية عام 2010. عن هذه المهمات انتهت عملية اعادة التشغيل، لان هذه المهمات هي أمور فردية واعادة التشغيل هي ايضا عملية فردية ناجمة عن كبس الزر مرة واحدة. بايجاز، يمكن القول ان عملية اعادة التشغيل انجزت بنجاح، ومن ثم بدأت مرحلة توقف، اما قضية الدرع الصاروخية فهي حجر العثرة على طريق تطوير العلاقات الثنائية. البلدان عاجزان عن تحقيق تقدم في هذه المسألة، و الشيء الايجابي الوحيد هو دور واشنطن البناء في قبول روسيا في منظمة التجارة العالمية.
س: روسيا مقدمة على انتخابات رئاسية، الولايات المتحدة بعد فترة هي الاخرى مقدمة على انتخابات. كيف ستتطور العلاقات بين البلدين خلال هذه الفترة وما هي القضايا التي ستبقى عالقة الى ما بعد الانتخابات؟
ج: يجب ان نسلم بان القضايا العالقة في العلاقات بين البلدين لن تحل اثناء الحملات الانتخابية. بالطبع فان الحملة الانتخابية في روسيا أكثر يسرا مما في الولايات المتحدة بالرغم من ان الاوضاع السياسية الداخلية في روسيا شهدت تحولات غير مسبوقة. ومع ذلك فان نتيجة الانتخابات تكاد تكون محسومة، اما الوضع في الولايات المتحدة فيختلف تماما. ستشهد الحملة الانتخابية منافسة حادة للغاية لان المجتمع الامريكي منقسم عمليا الى معسكرين متكافئين نتيجة لاستقطابات تاريخية تقليدية. وعلى الرغم من ان الرئيس الحالي باراك اوباما يفقد شعبيته، الا انه لا يزال يتمتع بفرص أكبر للفوز بولاية ثانية. لكن المشهد قد يتغير اذا تمكن الجمهوريون من ترشيح شخصية جذابة قادرة على كسب ود وولاء الناخبين. بالطبع ولاعتبارات دعائية سواء أكان في روسيا او الولايات المتحدة يمكن ان تزداد العلاقات تدهورا بغية كسب المرشحين المزيد من الاصوات.
س: نحن نعلم ان العلاقات الروسية-الامريكية شهدت ما وصف من قبل الطرفين باعادة تشغيل، لكن هناك من يقول ان هذه العلاقات تحتاج ليس الى اعادة تشغيل، وانما الى اعادة نظر واعادة صياغة. ما هو موقفكم من وجهة النظر هذه؟
ج: أتفق تماما مع هذا الرأي. نعم، ليس لدينا الان أجندة واضحة ومفهومة للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. كل ما يبحث حاليا بين البلدين يتعلق اما بمسائل آنية، على سبيل المثال نقل الشحنات من والى افغانستان عبر الاراضي والاجواء الروسية، او مسائل تعود الى أكثر من ثلاثة عقود مضت كخفض الاسلحة الاستراتيجية الهجومية. هذه المسائل ضرورية، لكنها لا يمكن ان تكون اساسا للاجندة الروسية-الامريكية. لا استطيع ان أتنبأ متى ستظهر اجندة جديدة، لكن ما نراه الان هو وصول العلاقات الى شبه مأزق. أعتقد ان العامل الاساسي الذي يمكن ان يغير رؤية الولايات المتحدة لروسيا يقع في آسيا وتحديدا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تشهد نموا متسارعا.