جرت في مدينة بنزرت (بيزرته) التونسية مراسم اطلاق اسم اناستاسيا شيرينسكايا زعيمة الجالية الروسية في تونس سابقا على احد الميادين في المدينة. وقد ترأست شيرينسكايا التي توفيت في عام 2009 عن عمر يناهز 97 عاما الجالية الروسية على مدى اعوام طويلة كما تولت مهمة صيانة ارشيف الاسطول الروسي الامبراطوري. وقال محمد فليس عمدة المدينة في الاحتفال الذي أقيم بهذه المناسبة ان بنزرت ترتبط مع اناستاسيا بتأريخ كبير من المحبة. ونحن نفتخر بذلك. بينما قال برتران ديلانويه عمدة باريس الذي كان تلميذا لأنستاسيا حين عملت معلمة رياضيات في المدرسة في كلمته :" كانت انستاسيا شيرينسكايا امرأة لم تكف عن اظهار اخلاصها المطلق لروحها الروسية وشعبها الروسي". كما أشارقسطنطين كليموفسكي المستشار- المبعوث في السفارة الروسية في تونس الى " ان انستاسيا شيرينسكايا تمثل احد رموز الصداقة الروسية - التونسية".وكانت قد غادرت سيفاستوبول ويالطا وكيرتش في عام 1920 آخر عمارة من سفن اسطول البحر الاسود الامبراطوري التي أجلت من روسيا في فترة الحرب الاهلية حوالي 6 الآف من الضباط والبحارة وافراد عوائلهم. وضمت عمارة السفن المدمرة " جاركي" بقيادة الكسندر مانشتاين والد اناستاسيا التي كانت آنذاك في سن 8 أعوام.وبقيت عمارة السفن موجودة رسميا حتى اواخر عام 1924 . وبعد ذلك غادر السفن جميع البحارة والمدنيين واصبحوا بصفة لاجئين. وأكد سيرغي كوريتسين مدير المركز الروسي للعلوم والثقافة " ان شيرينسكايا حافظت على اخلاصها لروسيا طوال حياتها ولم تحصل على الجنسية الفرنسية او التونسية". وسلم اليها جواز السفر باعتبارها من رعايا روسيا الاتحادية في تموز/يوليو عام 1997 حين كانت في سن 85 عاما.لقد عاشت اناستاسيا حياة صعبة مترعة بالاحداث الدراماتيكية لكنها حافظت على وفائها لروسيا. ولم تفارقها روسيا أبدا في اعماق روحها واحبت بلادها حتى النفس الاخير ، واسهمت برصيد ثمين في صيانة الروح الروسية والثقافة الروسية وكذلك في اقامة العلاقات الروسية - التونسية. وفي عام 2003 صدر مرسوم رئيس روسيا بمنح اناستاسيا شيرينسكايا وسام الصداقة. كما منحتها الكنيسة الارثوذكسية الروسية وسام الاميرة اولجا ووسام سيرغي رادونيجسكي ، ومنحتها الجمعية الجغرافية الروسية ميدالية ليتكه ، ومنحتها قيادة القوات البحرية الروسية ميدالية " 300 عام لتأسيس الاسطول الروسي". كما كانت المرأة الوحيدة التي منحتها الرابطة البحرية في سانكت-بطرسبورغ "وسام الاستحقاق".