بعد صدور قرار جامعة الدول العربية بتعليق عضويتها واتخاذ عقوبات قاسية ضدها، دعت سورية يوم الاحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني الى عقد قمة عربية طارئة لمعالجة الازمة التي تمر فيها، كما رحبت بقدوم اللجنة العربية الى اراضيها.
ونقلت وكالة الانباء السورية "سانا" يوم الاحد 13 نوفمبر/تشرين الثاني عن مسؤول سوري لم تذكر اسمه قوله أنه "بصرف النظر عن الدخول في جدل عقيم حول ميثاقية وقانونية قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري (الذي تم تعليق عضوية سورية بموجبه) ومدى تلازم هذا القرار مع أهداف ومبادئ الميثاق الذي كانت سورية إحدى الدول التي وضعته والذي قامت جامعة الدول العربية على أساسه، فإن سورية التي وافقت على خطة العمل العربية، التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة السورية، لا تزال ترى فيها إطارا مناسبا لمعالجة الأزمة السورية بعيدا عن أي تدخل خارجي وذلك بالرغم من كل ما شاب هذه الخطة من نواقص وثغرات وافتقارها للآليات العملية التي يجب الاتفاق عليها بين الحكومة السورية واللجنة العربية لتنفيذها".
واضاف المسؤول: "نظرا لأن تداعيات الأزمة السورية يمكن أن تمس الأمن القومي وتلحق ضررا فادحا بالعمل العربي المشترك فإن القيادة السورية تقترح الدعوة العاجلة لعقد قمة عربية طارئة مخصصة لمعالجة الأزمة السورية والنظر في تداعياتها السلبية على الوضع العربي، والترحيب بقدوم اللجنة الوزارية العربية إلى سورية قبل 16 من الشهر الجاري واصطحاب من تراه ملائما من مراقبين وخبراء مدنيين وعسكريين من دول اللجنة ومن وسائل إعلام عربية للاطلاع المباشر على ما يجري على الأرض والإشراف على تنفيذ المبادرة العربية بالتعاون مع الحكومة والسلطات السورية المعنية. ومطالبة الأمانة العامة للجامعة العربية وفي مقدمتها الأمين العام للجامعة بالتحرك السريع لوضع هذه المقترحات موضع التنفيذ".
قدري جميل: الجامعة العربية تحولت بعد موقفها الاخير لاداة تنفيذ التدخل الخارجي في سورية
هذا واعتبر ممثل الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير السورية قدري جميل في حديث لـ"روسيا اليوم" من دمشق ان سورية تريد من خلال الدعوة "الاستمرار بالمبادرة العربية التي قطعها القرار الاخير من الجامعة العربية، ونحن من جهتنا كالجبهة الشعبية للتغيير والتحرير نؤكد على ضرورة استمرار النظام السوري بتنفيذ بنود المبادرة العربية التي ستوقف نزيف الدم والعنف، ولا نعول كثيرا على الجامعة العربية في هذا المجال لانها تاريخيا ومنذ 1991 لعبت دورا سلبيا في قضايا مختلفة ابتداءا من العراق الى ليبيا".
واكد جميل ان على "سورية دعوة الجهات الحيادية والشريفة في المجتمع الدولي للاشراف ومراقبة تنفيذ بنود الاتفاقية".
واشار الى ان "الجامعة العربية بعد موقفها الاخير لا يمكن القول بانها جهة حيادية بل تحولت لاداة تنفيذ التدخل الخارجي الغربي الامريكي وهو ما لا يريده الشعب السوري".
عضو في المجلس الوطني السوري: دور الجامعة العربية مهم في اعطاء غطاء لأي تحرك دولي لحماية المواطنين
بينما اعتبر عضو المجلس الوطني السوري البروفيسور في العلوم السياسية نجيب غضبان في حديث لـ"روسيا اليوم" من واشنطن ان الدعوة السورية لعقد اجتماع قمة طارئ وترحيبها باللجنة العربية "خطوة لكسب المزيد من الوقت وتندرج ضمن ما اسماه رئيس مجلس الوزراء القطري بسياسة اللف والدوران لان دمشق ليست في حاجة لمزيد من الخطوات والوقت حيث اعطتها الجامعة ثلاثة فرص وهذه كانت الاخيرة بينما استمر القتل في سورية".
واكد غضبان ان "دور الجامعة العربية مهم في اعطاء غطاء لأي تحرك دولي لحماية المواطنين".
من جانبها قالت مرح البقاعي رئيسة معهد الوارف للدراسات الانسانية في حديث لقناة "روسيا اليوم" ان "التناقض الذي نشاهده في موقف النظام السوري ينم عن الضعف الذي يشعر به". واوضحت ان التناقض الذي يدور الحديث عنه يتمثل في ان "العناصر الامنية وعناصر النظام قامت امس فقط بالهجوم" على السفارتين القطرية والسعودية بالاضافة الى مهاجمة القنصليتين الفرنسيتين في حلب واللاذقية، واليوم "يرحبون بالوفود ويفتحون الصدور لاستقبال اي لجنة من اللجان العربية".