احتجزت عائدة خاسيغوفا مع ابنيها من قبل الارهابيين في مدرسة بيسلان قبل 5 اعوام، في الاول من ايلول/سبتمبر، او في يوم "المعرفة" كما يعرف في روسيا. وعاشت عائدة أكبر صدمة في حياتها خلال 3 أيام من الاحتجاز. وفي اثناء عملية تحرير الرهائن أصيبت بجروح خطيرة من بينها تحطيم جزء من فكها وتمزيق طحالها. أما صحتها النفسية اليوم فهي منهارة بالكامل. وهي لا تخرج من المنزل على مدى أسابيع وتعاني من الاكتئاب الحاد.
قالت عائدة " انني أعاني من صداع شديد، وأعالج عند طبيب نفسي، وفي بعض الأحيان أغضب كثيرا وأنفعل وأتصرف بشكل عدواني لأنني لا أستطيع التحكم بمشاعري، ثم أندم على ما قلت وفعلت... لا قدر ألله لأي أم أن ترى ما رأيته أنا. تصور كيف يصرخ ولدك - أعطني ماءً، أنا أموت ! لكنك لا تستطيع أن تفعل شيئا .. من المستحيل نسيان ذلك".
الشيء الوحيد الذي يجبر عائدة على الحركة هو أطفالها وخاصة الصغيرة ليزا التي ولدت بعد الأحداث المأساوية. ابنا عائدة ، أرسين وسوسلان، كانا من بين الأطفال الرهائن الذين أجبرهم الارهابيون على الوقوف في النوافذ كدِروعٍ بشرية لتفادي نيران القوات الروسية الخاصة. عمراهما آنذاك كان 9 أعوام و10 أعوام.
سوسلان يقول إنه يذكر الأحداث المأساوية كأنها حدثت أمس. اذ قال "أنا أذكر كل شيء بالتفصيل.. اذكر كيف قتلوا رجلا أمامي، لن أنسى هذا المشهد أبدا.. الارهابيون هددوا الناس بالقتل إذا لم يسكت الأطفال. لكن الأطفال لم يسكتوا واستمروا في البكاء، والارهابيون قتلوا رجلا بالرصاص. سبعة من اصدقائي لقوا حتفهم في المدرسة... أزور أصدقائي الموتى في المقبرة وأجلب لهم الماء".
نادرا ما يوافق الأطفال على الحديث عن كابوس الأيام الثلاثة الذي عاشوه تحت فوهات البنادق على حافة الموت من دون طعام أو ماء، فالعودة إلى ذكريات تلك الأحداث تجعلهم يعيشون الكابوس من جديد.
الدروس لم تعد تقام في مدرسة بيسلان رقم واحد أو ما تبقى منها، لكن تلاميذها السابقين يأتون إليها كل يوم ويقضون وقتا طويلا في فنائها ليتذكروا مرة أخرى أصدقاءهم الذين لن يعودوا أبدا... هؤلاء كانوا في الثانيةَ عشرةَ من عمرهم آنذاك ليشاهدوا في أعمارهم الصغيرة ما يشاهده الجندي في الحرب من الدماء والموت والمعاناة. أصبحوا كبارا بسرعة وكثيرون منهم يريدون الخدمةَ في القوات الروسية الخاصة لينقذوا الناس من الإرهاب.
المزيد من التفاصيل في تقريرنا المصور
وللمزيد عن هذه الحادثة تابعوا المادة التالية
ولمشاهدة مأساة انسانية اخرى جرت في نفس الحادث تابعوا المادة التالية