أكد الرئيس الروسي دميتري مدفيديف ان زيارته للقارة الافريقية بدأت من جمهورية مصر العربية وذلك لأهميتها ولكونها جزءاً من الوطن العربي والقارة الافريقية.
وتحدث الرئيس الروسي دميتري مدفيديف عن أنطباعاته حول جولته الاخيرة في بعض الدول الإفريقية، وذلك في قسم الفيديو لموقع الانترنت التابع للكرملين.
وجدير بالذكر ان دميتري مدفيديف زار في الفترة ما بين 23 و26 يونيو/حزيران كلا من مصر ونيجيريا وناميبيا وأنغولا.
وقال الرئيس في شريط الفيديو : " كانت زيارتي مكثفة الى درجة، علما انني رغبت مثل كل أنسان لم يزر هذه الارض أبدا الى الاطلاع على سير الحياة في هذه القارة والاحساس بأجوائها".
وأشار الرئيس الى انه لكونه انسانا يهتم بتاريخ الحضارة البشرية واجه مشاعر فريدة من نوعها حين زار اهرام الجيزة. وأضاف قائلا: " بوسعك ان تدرك هناك الترابط بين القرون وتعى مدى اهمية الاحتفاظ بافريقيا ضمن اهم الاولويات على الصعيد السياسي الخارجي".
وسجل مدفيديف في ناميبيا حديثه الموجه الى زوار موقع الانترنت ، وابرز انه ناقش خلال جولته طرق استعراض مشاكل إفريقيا على الصعيد الدولي وقال : " ان المشكلة الافريقية الرئيسية هي المجاعة. فلنفكر في أرقام قد اعتدنا عليها مفادها ان طفلا واحدا يموت من المجاعة في معمورتنا كل 5 دقائق. ويعود سبب ذلك الى العدد الهائل من الامراض التي يعاني منها السكان المحليون. ثمة جرائم ومخدرات. ولذلك نتحدث مع زملائنا قادة الدول الافريقية حول كيفية دفاع القارة عن مصالحها. الامر الذي يقتضي إجراء اصلاحات في هيئة الامم المتحدة. وفي هذا السياق فاننا ندعم شركاءنا الافريقيين، ولكن بشرط ان يلتزموا ببنود ميثاق الامم المتحدة".
وذكر رئيس روسيا معلقا على تاريخ علاقات بلاده مع الدول الافريقية ان روسيا كانت تسعى دائما الى مساعدة الدول الافريقية. وأضاف قائلا: " حتى في الفترة حين كانت دول اخرى تدافع عن مصالحها الاستعمارية فاننا حاربنا الى جانب الافارقة في كفاحهم من اجل نيل الاستقلال. وعلى كال حال كان الامر كذلك في فترة الحرب الانجليزية البورية".
واعترف مدفيديف قائلا: " انه بمضي الوقت فقدت روسيا اهتمامها بقضايا افريقيا الى درجة ما. اما مهمتنا الآن فهي تعويض كل ما فات . فماذا اقصد بذلك؟ – المقصود بذلك ان لدينا خططا وأفكارا هامة وممتعة حول طرق تطوير تعاوننا".
وقد بدأت جولة مدفيديف الافريقية من زيارة مصر حيث نوقشت بحسب قول الرئيس الروسي قضايا مختلفة بدءا من التعاون في المجال الاقتصادي وانتهاءا بالتسوية في الشرق الاوسط والنزاع العربي الاسرائيلي.
وقال مدفيديف: " يعد كل ذلك امرا هاما. والاهم من ذلك انه لا يمكن ان تتفهم بعض الاشياء بدون ان تنهمك في أجواء ملائمة. وقد اسعدني ان ألقي خطابا في الجامعة العربية. ولم تسبق في تاريخنا تجربة كهذه للتعامل بين قيادة روسيا الاتحادية مع الدول العربية التي تربطنا بها علاقات الصداقة، علما ان بعض هذه الدول تعد جزءا لا يتجزأ من القارة الافريقية".
وزار الرئيس الروسي بعد مصر نيجيريا التي يربطها مع روسيا عدد من المشاريع التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
وذكر مدفيديف قائلا: " ان نيجيريا ليست استثمارات فحسب ،بل وقطاع الاعمال الذي يمكن ان يوجه نحو المستقبل. اما روسيا فهي دولة يجب ان تمارس نشاطها في مختلف القارات حيث يتعين علينا ان نحقق مشاريعنا ولا سيما في مجال النفط والغاز ، والا لن نصبح ابدا لاعبين دوليين في مجال النفط والغاز".
ووصف مدفيديف ناميبيا بانها بلد خيالي يتصف بأصالة فريدة من نوعها ومناخ لا مثيل له. وقال: " لكن الاهم من ذلك ان ناميبيا هي دولة صديقة وقريبة جدا لنا ناضلت طويلا من اجل نيل الاستقلال ضد اتحاد جنوب افريقيا السابق الذي كان يحتلها حينذاك. اما الآن فهي الدولة المستقلة ذات الاراضي الشاسعة وعدد السكان الصغير. هناك ثروات طبيعية وعدد جسيم من المشاريع التى نود تطويرها مع اصدقائنا".
وبحسب قول مدفيديف فان انغولا شأنها شأن ناميبيا يربطها بروسيا تاريخ طويل. وقال مدفيديف: " لدينا خبرة للتعامل مع هذا البلد. وتنتظرنا هناك مشاريع استثمارية مختلفة في قطاع الطاقة".