وتحدث بن سلطان، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "إندبندنت عربية" في قصر شمال أبحر التابع له في محافظة جدة غربي السعودية، عن تفاصيل لقاء أجراه مع الأسد الأب عام 1998، وأعرب الرئيس السوري آنذاك عن ندمه الكبير على عدم استفادته من موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه، إسحاق رابين، على إعادة الجولان لسوريا مقابل إقامة العلاقات بين الطرفين.
وقال بن سلطان: "انتهينا من موضوع زيارتي له، وفجأة قال لي: لم يؤلمني أكثر من رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، وكان اغتيل وقتها. وقلت له: كيف آلمك يا حافظ؟ توقعت أن تكون سعيدا. فقال: لا، أنا عادة أرى الفرصة وأنتظر حتى يحين الوقت المناسب وألتقطها، هذه المرة، سبقني رابين لاقتناص الفرصة، وأنا لا أستطيع مسامحة نفسي".
وأوضح الأسد، حسبما ذكره بن سلطان: "رابين قرر أن يغير المعادلة، وأعطى خطابا لوزير الخارجية الأمريكي، موجها للرئيس الأمريكي، يقول فيه أبلغ الأسد أنني موافق على الانسحاب من الجولان، إذا تعهد لكم أنتم لا نحن، بإعادة العلاقات وغيرها، وأحد الطلبات سحب الأسلحة الثقيلة إلى الحدود التركية".
وذكر بن سلطان، أن الأسد رد على وزير الخارجية الأمريكي، المنصب الذي تولاه وارين كريستوفر، بالقول: "أرفض استلام الخطاب لأنه موجه لكلينتون وليس لي".
وبدوره، رد عليه وزير الخارجية الأمريكي: "فخامة الرئيس فكر بالموضوع، هذا أفضل عرض قد يأتيك، رابين له شعبيته، ويستطيع تمريرها في الكنيست الإسرائيلي، والرئيس مستعد أن يأتي بنفسه ويكون الوسيط".
ونقل بن سلطان عن الأسد قوله: "عاندت ورفضت، وقلت إذا كان الخطاب موجها لي فاليكتبه لي لا للرئيس".
فرد كريستوفر "بغضب"، حسب رواية رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق: "لا، لن أعود إلى تل أبيب بل إلى واشنطن".
وبحسب بن سلطان، فقد أعرب الأسد عن أسفه الكبير من قراره، وقال للمسؤول السعودي إنه لو استغل تلك الفرصة "لكان الجولان لنا، ولفتحنا سفارة لا نجعل أحد يعمل فيها لكن الفرصة ضاعت".
المصدر: إندبندنت عربية