مباشر

عام على التحرير.. "داعش" رحل من الموصل ومخاوف المسيحيين باقية

تابعوا RT على
بدأت العائلات المسيحية، التي نزحت عن مناطق سهل نينوى قرب الموصل سنة 2014 بالعودة إلى قراها وبلداتها بعد تحريرها من تنظيم "داعش" قبل عام وعودة الاستقرار وإن كان هشّا.

وخلال زيارته التي قام بها في الرابع عشر من مارس 2017 إلى محافظة نينوى، حضر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مؤتمرا للتعايش السلمي بين مكونات سهل نينوى انتهى بتوقيع وثيقة تعايش سكانها لمنع التغيير الديموغرافي وفض الخلافات التي تسببت بها أزمات البلاد السابقة.

وعاد إلى مناطق سهل نينوى، حيث تعيش عدة قوميات ومنها المسيحية بعد انتهاء عمليات التحرير من "داعش" نحو سبعة آلاف عائلة، كانت قد نزحت سنة 2014 باتجاه محافظات إقليم كردستان العراق ومدن أخرى بسبب سيطرة تنظيم أبو بكر البغدادي على مناطقهم.

ريتا جميل ذات الـ37 عاما والتي عادت منتصف فبراير الماضي إلى ناحية برطلة، قالت لـRT "إنها تشعر بالسعادة نتيجة عودتها لمنزلها وكنيستها، لكنها لم تجد كل شيء مثلما كان".

وأضافت: "هناك عدد من العوائل تتحضر الآن للعودة وبعضها تخشى من احتمال تعرضها للانتهاكات فتؤخر الرجوع إلى فترات مقبلة"، مشيرة إلى "سوء الخدمات" الموجودة هناك ومنها الصحية والتعليمية.

وتسعى الحكومة العراقية عبر برامج تطلقها بالتعاون مع رجال دين ونشطاء مسيحيين لتسريع عودة أهالي سهل نينوى إلى مناطقهم، فيما تخشى الحكومة من استمرار هجرة المسيحيين خارج البلاد، وهو ما تؤكده دعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للثالث عشر من مارس الماضي والتي وجهها للمسيحيين بعدم الهجرة إلى خارج البلاد.

ورغم مرور عام على تحرير محافظة نينوى بالكامل، إلا أن عودة المسيحيين لم تكن سريعة أو جماعية، فهناك ما يدفعهم إلى البقاء في المدن التي نزحوا إليها، وخاصة في إقليم كردستان الذي يشهد استقرارا أمنيا أفضل من مناطقهم الأصلية.

وزير العلوم والتكنولوجيا السابق فارس ججو وهو من أبناء الدين المسيحي، قال لـRT: "تعداد سكان سهل نينوى يصل إلى 150 ألفا، وهؤلاء جميعهم نزحوا أثناء سيطرة "داعش" على مناطقهم، وعاد منهم الآن حسب إحصائياتنا ما بين 50 و60 ألفا".

وأضاف: "عودة المسيحيين لمناطقهم غير آمنة، فبعضهم تعرض للاعتداءات حتى بعد عمليات التحرير، ولذا فعلى الحكومة العراقية توفير الضمانات اللازمة لهم حتى يتمكنوا من إعادة الحياة لمناطقهم بشكل كامل".

وتضررت مناطق سهل نينوى شأنها شأن باقي مناطق العراق، جراء القتال والمعارك بين القوات العراقية وتنظيم "داعش".

ومستوى الخدمات فيها الآن لا يشجع الناس على العودة، فلا ماء ولا كهرباء مستمرة فيها ولا حتى كل الطرقات صالحة للاستخدام، وحتى تلك الصالحة بعضها مغلق لأسباب أمنية، لكن هذا كله لم يثن الكثير من العوائل عن العودة.

بالإضافة إلى ذلك فإن هناك قلقا من الوضع الأمني الذي يعتقد البعض أنه ممكن أن يتدهور، وهذا ما يراه المواطن سام كادو الذي "تريث" بعودته إلى سهل نينوى لحين التأكد من استتباب الوضع الأمني فيها بشكل كامل وعدم التعرض لأية هجمات.

وقال سام ذو الـ29 عاما لـRT: "من الضروري العودة لمنزلنا الذي تركناه عام 2014 بسبب تنظيم "داعش"، لكن في ذات الوقت أجد صعوبة في العودة لمدينة ليس فيها أي خدمات أو فرص عمل".

وأضاف: "بعض أقاربنا عادوا لسهل نينوى ونحن كذلك ننوي لكن ليس الآن، فعملي وحياتي مستمرة في أربيل".

وتعتبر مناطق سهل نينوى من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، ولا يقتصر النزاع على طرفين رسميين، بل هناك صراع على المنطقة بين عشائر عربية في الموصل وقوات البيشمركة الكردية التي اعتبرتها في وقت سابق جزءا من أراضي الإقليم.

ولأكثر من مرة، سمعت بعض الأصوات التي تطالب بأن تكون مناطق سهل نينوى التي تضم أقضية الحمدانية وشيخان وتلكيف، محافظة للأقليات وتدار من قبل أبنائها، لكن أحدا لم يلتفت للأمر أو يتعامل معه.

ويحذر أعضاء في البرلمان العراقي يمثلون محافظة نينوى، من احتمال حدوث نزاع في مناطق سهل نينوى، وهذا ما يتفق مع مخاوف المسيحيين الذين يؤجلون عودتهم لحين الحصول على ضمانات أو التأكد من تحسن الوضع الأمني هناك بشكل كامل.

المصدر: RT

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا