وستتميز زيارة ماكرون إلى الجزائر، التي كانت استعمرتها بين 1830 و1962، باللقاء مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في مقر إقامته بزيرالدة غرب العاصمة.
وستتناول محادثات ماكرون مع القادة الجزائريين دفع المبادلات الاقتصادية، في وقت تركت فيه فرنسا مكانها للصين كأول مزود لإفريقيا. وبين القطاعات ذات الأولوية صناعة السيارات والصيدلة والصناعات الغذائية.
كما ستشمل المباحثات بين البلدين الأمن الإقليمي والدولي، وخصوصا الأوضاع في الساحل الإفريقي والأزمة الليبية، الملفين اللذين يثيران قلق كل من فرنسا والجزائر. ويريد ماكرون تعجيل عملية انتشار القوة التابعة لمجموعة دول الساحل الخمس (تشاد، النيجر، مالي، بوركينا فاسو، موريتانيا)، أثناء اجتماع في باريس، في 13 من الشهر الجاري.
وكانت الجزائر استخدمت قنوات نفوذها المتعددة في المنطقة للإشراف على مفاوضات مطولة أسفرت عن عقد اتفاق سلام في مالي، يتعثر تطبيقه، مما يثير قلق باريس.
ومنذ الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان في 1975 الذي قام بأول زيارة رسمية لرئيس فرنسي إلى الجزائر المستقلة، زار كافة رؤساء فرنسا الجزائر. وكان الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند قد تبنى نبرة تصالحية، واصفا استعمار بلاده للجزائر بأنه "وحشي وجائر". وفي 2012 سمح اعتراف فرانسوا هولاند بـ"الآلام" التي سببها الاستعمار الفرنسي للجزائريين بتحسن في العلاقات بين البلدين.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون "يتمتع بصورة جيدة جدا في الجزائر"، موضحة أنه زارها مرارا حين كان وزيرا للاقتصاد. وخلال زيارة للجزائر في شباط/فبراير عندما كان مرشحا للرئاسة، سبب ماكرون صدمة للكثيرين في فرنسا عندما قال إن استعمار فرنسا للجزائر الذي استمر 132 عاما كان "جريمة ضد الإنسانية".
ولقي هذا التصريح ترحيبا في الجزائر مقابل انتقادات شديدة في فرنسا من اليمين واليمين المتطرف.
المصدر: أ ف ب + فرانس 24
قدري يوسف