وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 3 فبراير/شباط، حمّل غالي المغرب ومجلس الأمن وفرنسا مسؤولية تعطيل حل هذه القضية.
وقال الأمين العام لجبهة "بوليساريو": "نحن شعب مسالم انتظر 26 عاما من أجل تسوية سلمية للنزاع"، معتبرا أن "المماطلة المغربية وعدم تحمل مجلس الأمن مسؤوليته جعلنا نفكر في مختلف الأساليب والطرق التي تمكن من دعمنا لممارسة هذا الحق، حق تقرير المصير".
ولدى سؤاله عما يعنيه بمختلف الأساليب والطرق وهل من ضمنها اللجوء الى السلاح، اكتفى بالقول "كل الاحتمالات واردة ولا أهدد ولا أريد أن أستعمل الكلمة، لكن كل الاحتمالات واردة".
وأكد إبراهيم غالي أن فرنسا هي من أطال معاناة الشعب الصحراوي لأكثر من 20 عاما، معتبرا أن باريس هي التي عرقلت تطبيق مخطط التسوية الأممي وهددت باستعمال حق "الفيتو" ضد أي توصية تصدر عن مجلس الأمن من أجل استنكار "الممارسات المغربية".
هذا، وتقترح الرباط التي تعتبر الصحراء الغربية جزءا لا يتجزأ من أراضي المملكة، "حكما ذاتيا" لهذه المنطقة الشاسعة تحت سيادتها، بينما تطالب البوليساريو باستفتاء حول حق تقرير المصير.
ويرأس إبراهيم غالي الجبهة منذ يوليو/تموز 2016 خلفا لزعيمها محمد عبد العزيز الذي توفي في مايو/أيار 2016.
المغرب يتشبث بموقفه
من جهته، أعلن الوزير المنتدب في الخارجية المغربية ناصر بوريطة، أن بلاده، التي عادت مجددا إلى الاتحاد الإفريقي، لن تعترف أبدا بـ"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".
وقال بوريطة في مقابلة مع موقع "لو ديسك" المغربي، "لا يعترف المغرب ولن يعترف أبدا بهذا الكيان المزعوم، ليس ذلك فقط، بل سيكثف الجهود ليجعل الأقلية الصغيرة من الدول وخصوصا الإفريقية التي لا تزال تعترف (بالجمهورية الصحراوية) تغير موقفها انسجاما مع الشرعية الدولية والحقائق الجيوسياسية".
وأكد أن عودة المغرب إلى الأسرة المؤسساتية القارية لن تغير المواقف الراسخة فيما يتعلق بأن الصحراء جزء من المغرب.
وانضم المغرب مجددا إلى الاتحاد الإفريقي خلال قمة أديس أبابا بعد تأييد 39 رئيس دولة من أصل 54 لهذه العودة.
وكانت الرباط قد انسحبت من المنظمة عام 1984 احتجاجا على انضمام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية إلى الاتحاد.
تجدر الإشارة إلى أن وقف إطلاق النار بين الرباط والجبهة دخل حيز التنفيذ عام 1991 بعد حرب استمرت 16 عاما، علما بأن بعثة للأمم المتحدة تنتشر العام ذاته لمراقبة وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية بانتظار تحديد مصير هذه المنطقة.
جدير بالذكر أن نزاع الصحراء الغربية ما زال يسمم العلاقات بين الجزائر والمغرب اللذين أغلقا حدودهما البرية منذ عام 1994.
المصدر: وكالات
ياسين بوتيتي