مشيرة إلى أن الموافقة الأمريكية مشروطة بإقرار نتنياهو لصفقة الغاز الاستراتيجية مع مصر.
وأضافت القناة العبرية أن مسؤولين أمريكيين كبارًا أبلغوا نتنياهو أن واشنطن مستعدة للمساعدة في ترتيب لقاء مباشر مع السيسي، شرط أن يوافق رئيس الوزراء الإسرائيلي على صفقة الغاز الكبرى المعلقة منذ أشهر، ويتخذ خطوات اقتصادية إضافية تُعتبر حافزًا للرئيس المصري لقبول عقد القمة.
وأشارت القناة الـ12 إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن خطة أوسع وضعتها إدارة ترامب في الأسابيع الأخيرة، تهدف إلى استخدام "الدبلوماسية الاقتصادية" كأداة لدفع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بدءًا بمصر.
وقال مسؤول أمريكي رفيع: "هذه فرصة هائلة لإسرائيل. بيع الغاز لمصر سيخلق اعتمادًا متبادلًا، ويقرّب البلدين، ويُدفئ السلام، ويمنع الحرب."
وأوضحت القناة الثانية عشر أن الخطة الأمريكية تركز على بناء شراكات في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة بين إسرائيل ودول عربية، من بينها مصر ولبنان وسوريا والسعودية، بهدف إخراج إسرائيل من عزلتها الدبلوماسية، وإحياء روح "اتفاقيات إبراهام"، إلى جانب جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
وأفادت القناة الـ12 بأن جاريد كوشنر، مستشار الرئيس ترامب وصهره، كان قد أوضح لنتنياهو في لقاءات سابقة أن الدول العربية لم تعد ترغب فقط في الحديث عن إيران، بل تبحث عن فرص اقتصادية ملموسة.
وقال كوشنر لنتنياهو، بحسب مصدر أمريكي: "إذا أرادت إسرائيل الاندماج في المنطقة، فعليها أن تتحدث بلغة الاقتصاد"، مشيرًا إلى أن القادة العرب يأتون إلى واشنطن بوفود تجارية، ولا يكتفون بالخطاب السياسي.
وأكد المصدر نفسه أن كوشنر نصح نتنياهو بالبدء بمصر، نظرًا لدورها المحوري في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقيادتها جهود الإفراج عن 27 من أصل 28 من الرهائن الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين في القطاع.
وأشارت القناة إلى أن نتنياهو أعرب عن رغبته في لقاء السيسي، لكن الرئيس المصري رفض حتى الآن، وفق مصادر إسرائيلية وأمريكية.
وقال مصدر إسرائيلي: "لم تجرِ اتصالات استراتيجية حقيقية بين البلدين خلال العامين الماضيين." ولفتت القناة إلى أن آخر لقاء علني بين الزعيمين كان في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2017، ثم لقاء سري في 2018.
وأضافت القناة الـ12 أن الولايات المتحدة طالبت نتنياهو بإحضار "عرض ملموس" إلى القمة المرتقبة، وأبرز هذه العروض هو إبرام صفقة غاز بمليارات الدولارات، والتي تنص على تزويد مصر بنحو 25% من احتياجاتها من الكهرباء. ورغم موافقة السيسي على الصفقة في يوليو الماضي، لا تزال إسرائيل تؤخر إقرارها رسميًّا.
وأشارت القناة العبرية إلى أن المسؤولين المصريين بدأوا يشكون من أن التأخير الإسرائيلي ليس تقنيًّا، كما كانت واشنطن تزعم، بل مرتبط بأسباب سياسية داخلية.
وقال مصدر إسرائيلي إن العرقلة تنبع من "خلافات سياسية صغيرة داخل إسرائيل" بين نتنياهو ووزير الطاقة إيلي كوهين، إضافة إلى رغبة رئيس الوزراء في توقيع الصفقة بنفسه خلال لقاء علني مع السيسي في القاهرة.
وذكرت القناة الـ12 أن نتنياهو شكّل مؤخرًا فريقًا يعمل سرًّا على إعداد مبادرات اقتصادية ملموسة تمهيدًا لعقد القمة مع السيسي، موضحة أن المسؤولين الأمريكيين شدّدوا على ضرورة أن يرافق رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى القمة "صفقة غاز موقعة" ومبادرات تعاون أخرى.
وخلصت القناة العبرية إلى أن الهدف الأبعد للإدارة الأمريكية يتمثل في جعل مصر نموذجًا يُحتذى به، قائلة على لسان مسؤول أمريكي: "قلنا لنتنياهو إنه يجب تحويل السلام مع مصر إلى سلام دافئ، والعمل معًا لتهدئة المنطقة. وإذا نجح ذلك مع مصر، فسنكرره مع سوريا ولبنان والسعودية."
المصدر: القناة الـ12 الإسرائيلية