وخلال زيارته، التقى بويليخايا داليندييبو بالرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتصوغ، ووزير الخارجية جدعون ساعر. كما زار كيبوتس نير عوز وموقع حفل نوفا الموسيقي، والتقى بأسيريين إسرائيليين تم تحريرهما، وبالحاخام دورون بيرتس، والد دانيال الذي وُلد في جنوب إفريقيا وتوفي.
وأثناء لقائه مع وزير الخارجية، وعندما أدرك ساعر أن الملك وأعضاء الوفد لم يطلعوا على أحداث 7 أكتوبر، وجه موظفي مكتبه لعرض فيلم على الوفد. وبحسب مصادر إسرائيلية.
وفي مقطع فيديو سجله الملك أثناء زيارته لنير عوز، وتم توزيعه على جميع وسائل الإعلام في جنوب إفريقيا، وقف أمام منزل عائلة بيباس وأدان حماس وأفعالها. كما انتقد الملك حكومة جنوب إفريقيا ورئيسها لتوجيههم نداء إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، ومطالبتهم بمحاكمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ومن بين ما قاله "الملك"، في إشارة إلى "حماس": "ليس مسموحا لكم قتل الأطفال، وليس مسموحا لكم قتل النساء، وليس مسموحاً لكم مهاجمة مدنيين عزل. لو حدث هجوم كهذا ضد شعبي، لكنت سأمحو غزة. أي أب، أي قائد، سيجلس مكتوف الأيدي ولا يفعل شيئا بينما يُقتل الأطفال على أيدي مجرمين، في حين يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم يقاتلون من أجل 'قضية نبيلة'؟ هؤلاء الناس (حماس) مجرمون يجب تقديمهم للعدالة"، حسب زعمه.
وتابع بويليخايا داليندييبو مهاجما: "قبل أن تتجرأوا على التحدث عن رئيس وزراء إسرائيل، قدموا حماس أولا للمحاكمة. أنتم الذين تقولون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي مذنب، أنتم عميان، يجب أن تفتحوا عقولكم وتأتوا وتستمعوا للإسرائيليين أنفسهم. ما رأيته هنا قصة حزينة جداً، وهو أمر يجب ألا يحدث في أي مكان ولأي مجتمع"، وفق قوله.
و تعرض داليندييبو لانتقادات حادة بخصوص زيارته إسرائيل، ولكن عند عودته إلى جوهانسبرغ، عقد مؤتمرا صحفيا، هاجم فيه أولئك الذين انتقدوه، وكذلك حكومة جنوب إفريقيا ووسائل الإعلام في بلاده.
وتأتي تصريحات "الملك" الإفريقي في وقت ما زالت فيه إسرائيل تهاجم الفلسطينيين وتقتلهم، حيث قالت وزارة الصحة في غزة اليوم السبت: "وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 6 شهداء و 15 إصابة خلال الـ 48 ساعة الماضية"، مشيرة إلى أنه "منذ وقف إطلاق النار (11 أكتوبر 2025) بلغ إجمالي الشهداء - 367، وإجمالي الإصابات - 953، وإجمالي الانتشال - 624"، موضحة أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 70,354 شهيدا 171,030 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
يشار إلى أن شعب الخوسا، الذي يبلغ تعداده أكثر من 9 ملايين نسمة، هو ثاني أكبر مجموعة عرقية في البلاد - وأكثر من 3 ملايين منهم ينتمون إلى قبيلة أبهاتيمبو. يتمتع الخوسا بمكانة خاصة في جنوب إفريقيا، التي تعتبر من أكثر الدول ذات العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل عداء، والأولى التي رفعت دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
جدير بالذكر أن المحكمة الجنائية الدولية رفضت في أكتوبر الماضي للمرة الثانية، استئنافا تقدمت به إسرائيل ضد مذكرتي الاعتقال الصادرتين بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية قد اعترفت في 5 فبراير 2021 بفلسطين كدولة طرف في نظام روما الأساسي، ما منحها اختصاصا قضائيا يشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما في ذلك غزة والضفة الغربية.
وفي 3 مارس 2021، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة عن بدء تحقيق رسمي في الوضع الفلسطيني، وفي 23 سبتمبر 2024، قدمت إسرائيل اعتراضها على اختصاص المحكمة، بموجب المادة (19/ 2) من النظام الأساسي.
وبعد شهرين، في 21 نوفمبر 2024، أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
كما تغاضى "الملك" الإفريقي عن تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة المكلفة من مجلس حقوق الإنسان قي سبتمبر الماضي، التي اعترفت فيه بارتكاب إسرائيل "إبادة جماعية في قطاع غزة".
المصدر: "يديعوت أحرونوت" + RT