فقد رأت إذاعة الجيش أن الحادثة أعادت إلى السطح التحذيرات الأمنية السابقة الرافضة لفكرة تشكيل ميليشيات محلية موالية لإسرائيل، مشيرة إلى أن التجربة المريرة في جنوب لبنان تُنبئ مسبقا بمصير مشابه من الفشل.
ومن جهتها، وصفت المحللة تسفي يحزكيلي (في القناة 13) الاغتيال بأنه "رد قاطع" على من راهنوا على إمكانية إنشاء إدارة بديلة لحماس في القطاع، معتبرة أن ما حدث يشكل إعلانا صريحا بنهاية المشروع.
في المقابل، رأى محللو القناة 12 أن العملية تمثل "سقوطا صاخبا" لفكرة صناعة بديل لحماس، مؤكدين أن إسرائيل دعمت هذه المجموعات ووفرت لها مساحة للحركة، لكنها انهارت سريعا، بينما ظلت حماس القوة الأبرز والفاعلة.
واعترف المحلل العسكري آفي أشكينازي بفشل الجيش في حماية عناصر المشروع، وعلى رأسهم أبو شباب نفسه، مقرا بأن خطاب حماس حول هشاشة هذه التشكيلات تحول إلى واقع ميداني ملموس. كما أشار محرر الشؤون الفلسطينية في القناة 12، إليؤور ليفي، إلى أن اغتيال أبو شباب داخل منطقة تفترض أنها تحت السيطرة الإسرائيلية (مثل رفح) يظهر أن حماس ما زالت قادرة على العمل واختراق مناطق خارج نطاق سيطرتها المباشرة. وشدد ليفي على أن المدينة التي يروج بعض السياسيين لـ"إعادة بنائها خالية من حماس" تظل، في الواقع، تحت نفوذ الحركة—ظاهريا أو خفيا.
ولفت ليفي أيضا إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية حرصت على إبقاء الجهة المنفذة للاغتيال طي الكتمان، خشية تسرب الهزيمة إلى ما تبقى من هذه الميليشيات. ورأى أن مقتل أبو شباب في منطقة مفتوحة أمام الجيش يختزل مأساة المشروع برمتها، ويعيد استحضار أخطاء الماضي. وخلص إلى أن الاعتماد على ميليشيات محلية لمواجهة حماس مشروع غير قابل للحياة—لا في السابق، ولا في الظروف الراهنة.
وتفيد تقديرات أمنية إسرائيلية بأن كتائب القسام نفذت الاغتيال بعد حصولها على معلومات دقيقة عن تحركات أبو شباب، مصدرها دوائر مقربة منه، وفق ما نقلته الإذاعة عن مسؤول عسكري وصف الحادثة بـ"التطور السلبي" الذي ينذر بانهيار مشروع الميليشيات التي كانت إسرائيل قد روجت لها خلال الأشهر الماضية.
المصدر: شهاب