دراسة إسرائيلية عن الجيش المصري وأسرار قلق تل أبيب

إقرأ المزيد

"الإجابة بسيطة".. مصر ترد على إسرائيل بعد تصريحات بشأن تسليح الجيش المصري

وقال إيتان في دراسته البحثية التي نشرها بموقع ntdtv الإخباري الإسرائيلي، إن هدف الدراسة التعمق وفهم ما يحدث حاليا في مصر ولماذا إسرائيل قلقة، كاشفا بعض الحقائق والتفاصيل ذات الصلة باتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر.

وأشار الباحث الأمني الإسرائيلي، إلى أن اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، الموقعة عام 1979، تتضمن بنودا واضحة بشأن القيود المفروضة على تسليح الجيش المصري، وخاصة في شبه جزيرة سيناء.

ولفت إلى أنه قد تم تقسيم شبه جزيرة سيناء إلى أربع مناطق رئيسية (أ، ب، ج، د)، ولكل منطقة حدود فيما يتعلق بكمية ونوع القوات العسكرية التي تستطيع مصر نشرها كالتالي:

• المنطقة أ – (بالقرب من قناة السويس، على الجانب المصري) – يمكن أن تستوعب ما يصل إلى فرقتين مشاة مصريتين (حوالي 22 ألف جندي).
• المنطقة (ب) – تقتصر على قوات الأمن المصرية (الشرطة وحرس الحدود) وليس مسموح بنشر قوات من الجيش النظامي.
• المنطقة ج – (الأقرب إلى إسرائيل) – يمنع فيها التواجد العسكري المصري، ويسمح فقط بتواجد قوات الشرطة تحت إشراف قوة دولية.
• المنطقة د – (في الأراضي الإسرائيلية، غربي الحدود) – تواجد عسكري إسرائيلي محدود.

وأكد الباحث الأمني الإسرائيلي أنه لا يجوز لمصر نشر ألوية مدرعة أو قوات جوية كبيرة في سيناء دون إذن إسرائيلي.

وأشار الخبير الأمني الإسرائيلي إلى أنه في أعقاب تصاعد تهديد تنظيم "داعش" في شمال سيناء بعد عام 2014، منحت إسرائيل مصر استثناءات مؤقتة لنشر قوات عسكرية في سيناء في السنوات الأخيرة.

وأضاف إيتان: الآن بعد أن فهمنا الصورة والتفاصيل المهمة في اتفاقية السلام، دعونا ننتقل إلى التغييرات التي حدثت في السياسة العسكرية المصرية والتي جاءت كالتالي: "تفيد التقارير الإسرائيلية بأن مصر تقوم بتسليح نفسها بشكل غير مسبوق، بما في ذلك التدريبات المكثفة للجيش المصري وحتى انتهاكات لاتفاقية السلام، بما في ذلك نشر القوات في أماكن يحظر على الجيش المصري التواجد فيها مثل (المنطقة ب والمنطقة ج)".

وأضاف: "منذ حرب السيف الحديدي (حرب غزة الأخيرة)، واصل المصريون إرسال قوات كبيرة إلى شبه جزيرة سيناء، وهذه المرة زعموا أنهم يعتنون بحدودهم وأنهم يرسلون قواتهم المسلحة لمنع أي شخص من التجرؤ على خرق السياج، وهنا أيضا فإن الحجة السائدة في إسرائيل هي أن الذريعة المصرية لا أساس لها من الصحة، لأن مصر ترسل معدات ثقيلة، بل وتجري حتى تجارب على قنابل تخترق الحصون الخرسانية ــ وهو ما لا علاقة له بمشكلة المهاجرين إلى غزة".

وقال: من ناحية أخرى، لا تخفي مصر نواياها في كل ما يتعلق بالبروتوكول الداخلي للدولة، وفي إطار استعدادات الجيش للتهديدات المستقبلية، بل يؤكدون صراحة أن إسرائيل هي العدو الرئيسي، وأن الجيش المصري يسلح نفسه في المقام الأول لمواجهة التهديد الإسرائيلي.

وتابع: هناك نقطة أخرى تثير قلق إسرائيل وهي أن مصر دولة تعاني من أزمة اقتصادية عميقة وأن العديد من مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر، ومع ذلك فإنها تقرر تسليح نفسها وإنفاق معظم مواردها على تقوية الجيش بدلا من ضخ الأموال في اقتصادها المنهار.

واستطرد قائلا: من ناحية أخرى، وعلى الرغم من المعلومات المتشائمة والمقلقة التي أكتبها هنا، هناك متغيران مهمان للغاية يستحقان أن نأخذهما في الاعتبار فيما يتصل بالتهديد الفوري لدولة إسرائيل".

وقال: "المتغير الأول هو أن الرئيس المصري السيسي زعيم معروف بآرائه المعتدلة وليس إسلاميا متطرفا، الرأي السائد في إسرائيل هو أنه لن يقدم على عمل مجنون ويبدأ حربا ضد إسرائيل، وذلك على وجه التحديد بسبب الدعم الذي يتلقاه من الغرب".

وأضاف: "المتغير الثاني هو الدعم الأمريكي والتسليح الأمريكي – فمصر تتسلح وتتلقى الدعم الاقتصادي والعسكري بشكل رئيسي من الحليف الرئيسي لإسرائيل – وهي الولايات المتحدة- ومن ناحية أخرى، إذا قرر السيسي القيام بشيء مجنون، فسيكون من الصعب جدًا عليه استخدام الأسلحة الأمريكية ضد إسرائيل، لأن هذا من شأنه أن يؤدي إلى عقوبات لا تطاق من الولايات المتحدة، وحتى فتح جبهة مباشرة مع الولايات المتحدة".

وتابع قائلا: "مع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن مصر تتسلح أيضًا من دول أخرى، بل وتتلقى أسلحة من روسيا والصين".

وأكد إيتان أن الجيش المصري يعتير من الجيوش الحديثة نسبيا، وتعتبر مصر الدولة الأقوى في المنطقة إلى جانب إسرائيل، إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يزال متفوقا في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا والاستخبارات.

وتابع: من ناحية أخرى، تمتلك مصر جيشًا ضخمًا قوامه 450 ألف جندي نظامي وملايين من جنود الاحتياط، وعدد غير مسبوق على مستوى الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، فإن البحرية المصرية متقدمة للغاية وتمتلك غواصات متطورة وحاملة طائرات.

وأضاف: على الرغم من تعزيز مصر، فإن المزايا التكنولوجية والاستخباراتية والمرونة العملياتية التي يتمتع بها الجيش الإسرائيلي تحافظ على التفوق العسكري الإسرائيلي في الوقت الحاضر.

وختم إيتان دراسته البحثية الأمنية قائلا: من المؤكد أن إسرائيل تدرك التهديد المصري الناشئ على حدودها الجنوبية، وتخلص إلى أنه لا يوجد تهديد عسكري (فوري) من مصر، ولكن عندما تأتي نهاية حكم السيسي، فمن المرجح أن يصعد حاكم إسلامي، لأن معظم المواطنين المصريين متشددون دينيا ويعتبرون حاليا الدولة الأكثر معاداة للسامية من بين جميع الدول العربية. وبمجرد وصول زعيم آخر، فإن التهديد المصري سوف يصبح تهديدا فوريا.

وقال: إن إسرائيل لابد وأن تمارس الآن كل الضغوط الدولية على الولايات المتحدة وغيرها من الدول لمنع مصر من انتهاك اتفاقية السلام، كما يحدث الآن دون أي رد فعل حقيقي من جانب إسرائيل، حيث تقوم مصر بإرسال قواتها إلى شبه جزيرة سيناء وتسليح نفسها على نطاق واسع للغاية. ولابد وأن تحاول إسرائيل الحد من خطر اندلاع حرب مستقبلية بين مصر وإسرائيل، والتي إذا حدثت، لا قدر الله، فلن تكون على الإطلاق مثل ما شهدناه حتى الآن.

المصدر: ntdtv

إقرأ المزيد

مكتب نتنياهو يعلن توجه وفد إلى مصر لمناقشة صفقة الأسرى ومصادر إسرائيلية تقول: نواجه عقبات جوهرية

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الفريق الإسرائيلي المفاوض بشأن قضية الأسرى يتواجد حاليا في القاهرة، حيث يجتمع مع كبار المسؤولين المصريين لبحث الصفقة المحتملة.